ودعت الأوساط الفنية المخرج والممثل والكاتب السوري حاتم علي، الذي وافته المنية في القاهرة أمس (الثلاثاء) إثر أزمة قلبية عن 58 عاماً. ومنذ اللحظات الأولى لإعلان وفاة الفنان الذي جمع النخبوي والجماهيري في أعماله الفنية، حاصد إعجاب المثقفين والنقاد والمشاهدين، تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصة لتقديم التعازي في فنان صدم رحيله الوسط الفني العربي بأكمله، ما يعبر عن مدى تعلق المشاهدين بأعمال علي الذي ولد في يونيو 1962 ببلدة «فيق» في الجولان السوري، ثم نزح صغيرا بصحبة عائلته ليقيم في ضواحي دمشق، ليتم تعليمه في المسرح هناك، ثم سافر للقاهرة ليتجه إلى الإخراج، الذي برز فيه ووصف بأهم المخرجين السوريين، رغم صغر سنه. ظهر حاتم علي للمرة الأولى تلفزيونيا عام 1988 في مسلسل «دائرة النار» للمخرج السوري هيثم حقي الذي حرص أن يساهم في ظهوره الأول بعمل تلفزيوني في أول مشهد في الحلقة الأولى. وفي منتصف التسعينات برع في الإخراج التلفزيوني، وقدم عددا كبيرا من الأفلام التلفزيونية الروائية الطويلة وعددا من الثلاثيات والسباعيات. وفي مرحلة لاحقة قدم عددا كبيرا من المسلسلات الاجتماعية والتاريخية أهله ليحمل لقب «مخرج الروائع الدرامية»، ومن أهم ما قدمه مسلسل «الزير سالم» والذي يُعد نقطة تحول في مسيرته، وكذلك الرباعية الأندلسية، وقد دُبلج مسلسله «صلاح الدين الأيوبي» إلى عدد من اللغات وعُرض في ماليزيا وتركيا واليمن والصومال وغيرها، علاوة على «صقر قريش»، و«ربيع قرطبة»، و«ملوك الطوائف»، و«الملك فاروق»، و«عمر»، و«تحت الأرض»، و «حجر جهنم»، «وكأنه امبارح»، وأخيرا «اهو ده اللي صار» عام 2019. كما أخرج 3 أفلام روائية طويلة، العشاق، وسيلينا والليل الطويل الحائز على جائزة ثور تورمينا الذهبي، وجائزة النقاد الكبرى في أوسيان سيني فان في الهند، وله فيلم روائي قصيربعنوان «شغف» 2005 إنتاج المؤسسة العامة للسينما. يذكر أن الراحل حاتم علي متزوج من الكاتبة دلع الحربي ولديه ولدان، عمرو وغزل.