نشأنا وترعرعنا منذ الصغر و«صحيفة عكاظ» ملء السمع والبصر تحلق في الآفاق بهاءً إعلامياً وصحفياً في حقول السياسة والمجتمع والاقتصاد والأدب والثقافة والرياضة، فقد كانت ولا تزال حتى اليوم هي الصحيفة الأبرز والأكثر حضوراً إلى الدرجة التي ارتبط فيها اسم «عكاظ» ذهنياً بالصحافة الرصينة والإعلام النزيه، تماماً كما ارتبطت سوق عكاظ بالشعر والأدب والخطابة عبر تاريخ العرب ومنذ 2500 عام مضت. ولا غرابة في ذلك فكلتاهما «السوق والصحيفة» أو «الصحيفة والسوق» علمان بارزان لهما حضورهما الطاغي في المخيلة في عصرين مختلفين، فمنهما وعبرهما انتشرت الأخبار حتى جاوزت الأمصار، وأُعلنت البيانات وأُطلقت الخطابات، واحتُضن الشعر والأدب والثقافة التي أتقنها العرب منذ القدم. وها هي صحيفة «عكاظ» بحلتها الجديدة تواصل مسيرتها الإعلامية المتميزة بمزيد من الثقة والاحترافية ومواكبة المستجدات، فقد أطلقت قبل عام تقريباً هويتها البصرية الجديدة وعبرت من خلالها إلى مرحلة أكثر تقدماً في عالم الصحافة المقروءة، متجاوزة كافة التحديات الكؤود التي تواجهها الصحافة الورقية في هذا الوقت، فكان لها السبق والريادة في النشر والتوزيع عبر القنوات الإلكترونية للوصول إلى أوسع شريحة من القراء، وفي ذات الوقت حافظت «عكاظ» على المصداقية والمهنية العالية التي لازمتها منذ نشأتها. ولقد لفت انتباهي في الهوية الجديدة للصحيفة تلك التصاميم المبتكرة والإخراج المبهر للصحيفة والمريح للعين، والذي يقدم بالفعل «وجبة صحفية يومية» شهية ذات مظهر جذاب وطعم أخاذ وروائح زكية؛ فضلاً عن قيمتها الفكرية العالية. لقد خرجت عكاظ من عباءة «التقليدية المباشرة» في الطرح والنقل والتعليق الصحفي؛ فحلقت في فضاءات رحبة من التحديث والمعاصرة، ولا يزال المحتوى لدى صحيفة عكاظ هو الأكثر تفرداً ومصداقية وشفافية، كما أن «عكاظ» هرم الصحافة الوطنية تبنت وبوضوح قضايا الوطن والمنافحة عنه والدفاع عن مواقفه الراسخة عبر منبرها الإعلامي، فكانت بحق حصناً منيعاً ومنارة مضيئة تصدح بالحق والحقيقة باسم الوطن الشامخ وقيادته الرشيدة أدام الله عزها وتوفيقها. ومن تجربة شخصية مع صحيفة «عكاظ» فقد وجدتها حاضرة ومتفاعلة مع هموم التنمية في منطقة الباحة، فأصبحت هي العين الثالثة والشريك في عملية صنع القرار التنموي بما تطرحه وتنقله من مطالب تنموية جوهرية لمدن ومحافظات وقرى منطقة الباحة. وهنا أصبحت «عكاظ» صوتاً صحفياً تنموياً مسموعاً يخاطب المسؤول بلغة وأرقام التنمية، ويتحاور مع المواطن بوعي وصدق متلمساً احتياجاته ومطالبه التنموية المختلفة، ثم إبرازها بأبعادها المختلفة في إطار صورتها الشاملة أمام صانع القرار التنموي. وفي الختام أشكر القائمين على صحيفتنا الرائدة «عكاظ» وأتمنى لهم ولها استمرار التوفيق واطراد النجاح في عوالم الصحافة. أمين منطقة الباحة