تساؤل محيّر طرحته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أخيراً: إذا كانت أقنعة الوجه (الكمامات) مجدية حقاً، فلماذا يستمر التزايد في عدد الإصابات الجديدة بوباء فايروس كورونا الجديد؟ وأشارت إلى أن البريطانيين رضخوا للإرشادات بشأن ارتداء الكمامة، على رغم أنها تبعث الضيق في نفوس كثيرين، وتسبب حكّة جلدية لآخرين، وتعطي غيرهم إحساساً بالقمع، والدونية. لكن السلطات البريطانية تتمسك بأن ارتداء الكمامة لا يضمن حماية مرتديها وحده، بل يحمي الآخرين من انتقال عدوى الوباء إليهم، إذا كان مرتديها مصاباً. وكان عمدة مدينة لندن صادق خان طالب الأسبوع الماضي الحكومة بإصدار قرار يلزم البريطانيين بارتداء قناع الوجه في جميع الأماكن العامة، خصوصاً الأسواق، التي تعرف في بريطانيا بHigh street. وذكرت الصحيفة أن الاستطلاعات التي أجريت أكدت أن ثلاثة أرباع عدد الشعب البريطاني يلتزمون بارتداء قناع الوجه في الأماكن التي يعتبر ارتداؤها ملزماً فيها، كوسائل النقل العام، والمكاتب، والحانات، والمطاعم، والأماكن المغلقة التي يمكن أن يوجد بها أكثر من شخص في وقت واحد. وعلى رغم ذلك فإن التفشي الفايروسي متسارع، إلى درجة أن حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون قررت منع 38 مليون بريطاني من الاختلاط داخل منازلهم مع أي شخص من خارج أسرهم. وعلى رغم ارتداء الكمامات واصل الفايروس تفشيه في غالبية أرجاء إنجلترا بمستويات فاقت معدل الإصابات الجديدة خلال الربيع الماضي. وكتبت «ديلي ميل» أن البلدان التي فرضت إلزامية ارتداء قناع الوجه، كإيطاليا وإسبانيا، لم يشفع لها ذلك الإجراء لتتفادى التأثيرات المدمرة للوباء. وأضافت أن النظرية تذهب إلى أن الكمامة تقوم باحتجاز الجزيئات الفايروسية إذا عطس المصاب بالفايروس، أو سعل، أو تنفس، أو تكلم تحت كمامته. وأكدت ذلك دراسات عدة أجريت خلال الأشهر الستة الماضية. وقامت مجلة «ذا لانسيت» الطبية المرموقة في يونيو الماضي بتلخيص 172 دراسة أجريت في 16 دولة خلصت إلى أن الحفاظ على التباعد الجسدي لمسافة مترين، وارتداء كمامة كفيلان بخفض خطر الإصابة بكوفيد-19. وأشارت دراسة أجريت في الولاياتالمتحدة في أغسطس الماضي إلى أن خطر الإصابة بالفايروس ينخفض أربع مرات في البلدان التي يعتبر فيها ارتداء الكمامة سلوكاً معتاداً، أو تلك التي تفرض حكوماتها إلزامية ارتداء قناع الوجه. أما في المملكة المتحدة، فإن معظم البيانات التي تم جمعها بشأن ارتداء الكمامة تشير إلى أنه يكون فعالاً إذا كان مرتديها مصاباً بالفايروس نفسه.