أكد وزير المالية محمد الجدعان أن البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين حظي بتوافق جميع قادة الدول أعضاء المجموعة، الأمر الذي توّج رئاسة المملكة والمبادرات المطروحة من خلالها بالنجاح المطلق. وأوضح أن رئاسة المملكة لقمة «G20» ركزت على اغتنام فرص القرن ال21 للجميع دون استثناء، منوهاً بالمبادرة التي شددت عليها المجموعة واتفقت معها، ذات العلاقة بضرورة مساعدة الدول النامية، وتقديم الدعم للدولة الفقيرة، عادّها من أهم مخرجات القمة، خصوصاً فيما يتعلق بتعليق سداد الديون ل6 أشهر وتمديدها 6 أشهر أخرى. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي لرئاسة المملكة للدورة ال15 لاجتماعات قمة قادة مجموعة العشرين، الذي عقده وزير المالية، والشربا السعودي للمجموعة الدكتور فهد المبارك، أمس، في الرياض، عقب انتهاء أعمال القمة، إذ سلّطا الضوء على بيان الرياض والمبادرات التي نالت توافق الدول الأعضاء، لاسيما الجديدة من تلك المبادرات خلال اجتماعات القادة التي استمرت يومين، في العاصمة (الرياض). ولفت وزير المالية إلى أجندة المملكة الطموحة جداً، التي بادرت بها في بداية العام، والأجندة الأخرى التي أضيفت بعد الأضرار الكبيرة التي صاحبت جائحة كورونا، وتضمنت مبادرات لدعم الاقتصادات العالمية، بهدف المحافظة على صحة الناس وعلى سبل معيشتهم، ليس لشعوب الدول أعضاء المجموعة فحسب، بل جميع شعوب العالم، وهي المبادرة التي حظيت بتوافق تام من جميع قادة الدول الأعضاء. وبيّن أن دعم الدول الفقيرة جاء بالتنسيق مع البنك الدولي، الذي قدم مقترحات وحلولا عن آليات المساعدة الممكنة لهذه الدول، منوها إلى أن أهم هذه المقترحات الذي تبنته المملكة بحكم رئاستها قمة «G20»، يعنى بتعليق سداد الديون الذي اتفقت عليه الدول أعضاء المجموعة، واستفادت منه 33 دولة. وبين أن مجموعة العشرين تعاملت مع التغيير المناخي بشكل جاد، كما أن المملكة قامت بدعم المبادرات المتعلقة بالاقتصاد الكربوني، وستستمر في ذلك، إلى جانب دعم العديد من الجهود ضمن هذا الخليط من الطاقة المحايدة كربونيا من خلال استخدام الكربون وإعادة تصنيعه لإيجاد مواد مفيدة للمجتمعات المختلفة، إذ تملك المملكة أول إنتاج من الهيدروجين النظيف وسيجري شحنه إلى اليابان. وأفاد الجدعان أنه فيما يخصّ موضوع ضريبة القيمة المضافة فلا توجد خطة على المدى القصير لإعادة النظر فيها، وستناقش بشكل دوري حسب تطورات الوضع الاقتصادي والمالي. وقال: «أعتقد أن ما يعاني منه الاقتصاد السعودي تعاني منه اقتصادات العالم، وما يناقش في مجموعة العشرين هو ما تهتم به المملكة، والسعودية اتخذت خطوات جريئة جدا وسريعة جدا لمواجهة جائحة كورونا على مستوى اقتصادها الوطني، ولكونها رئيسة لمجموعة العشرين اتخذت خطوات عاجلة استفادت من رؤية المملكة 2030، إذ أطلقت حكومة المملكة 150 مبادرة تزيد تكلفتها على 200 مليار ريال لدعم المواطنين والقطاع الصحي وقطاع الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة لضمان تجاوز الجائحة دون تأثير». مكافحة الفساد والتصحر والتعامل مع التغير المناخي أكد الشربا السعودي لمجموعة العشرين الدكتور فهد المبارك نجاح القمتين الاستثنائية والاعتيادية، إذ كانت المجموعة حريصة على التعامل مع الجائحة؛ لذا عملت مع منظمة التجارة العالمية بهدف إنقاذ العالم من تبعات وآثار الجائحة التي تسببت بقفل الحدود بين الدول الأمر الذي كان سيعود سلباً على الشعوب دون استثناء، وهذا جرى تلافيه بهذا التنسيق مع المنظمة العالمية. وأشار إلى منجزات القمة التي لخصها في مبادرات تعليق الديون، والتعامل مع التغيّر المناخي بجدية، ومكافحة الفساد، وتعقيم وتحلية المياه، ومكافحة التصحّر، وحماية الشُّعَب المرجانية، لافتاً إلى أن ذلك لا يكفي، إذ إن إعادة هيكلة المنظمة هو الهدف لتحقيق مخرجات أفضل في المستقبل، وهذا دليل على النجاح الذي حققته G20 في مختلف الاتجاهات الاستثنائية منها والمجدولة. وأوضح أن اجتماعات وزراء التجارة الثلاثة ركزت على استمرارية توفير الوظائف والنمو الاقتصادي في جميع البلدان، خصوصاً محدودة الإمكانات.