وقع مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات أمس الأول (الثلاثاء) في فينا مذكرة تفاهم وشراكة مع مبادرة الأممالمتحدة لتحالف الحضارات (UNAOC) في مجال تعزيز السلام والحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتنسيق المبادرات لتوطيد العلاقات بين الشعوب ذات الأديان والثقافات المتنوعة ومتابعتها لزيادة كفاية عملهما وتعزيز ثقافة السلام، إيذانا بتدشين مرحلة جديدة من التعاون واستدامة العلاقات بين المنظمتين الدوليتين ووقع مذكرة التفاهم والشراكة من جانب المركز، أمينه العام فيصل بن معمر، وعن تحالف الأممالمتحدة للحضارات الممثل السامي له ميغيل موراتينوس. وأكد بن معمر أن المنظمتين معنيتان بتعزيز ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وبناء الجسور بين القيادات والمؤسسات الدينية والقيمية والإنسانية وصانعي السياسات، مشيرا إلى مكانة المملكة كونها صاحبة المبادرة العالمية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وبوصفها عضوا مؤسسا لمركز الحوار العالمي والبلد المضيف لقمة مجموعة العشرين بالشراكة مع النمسا وإسبانيا والفاتيكان، منوها بمذكرة الشراكة، التي تؤكد النتائج المنتظرة، في مناهضة خطاب الكراهية التي برزت مجددا في الآونة الأخيرة، ومخاطر التقنية والترويج لخطاب الكراهية عبر المنصات الرقمية، بما يؤكد ضرورة التركيز وتوجيه النظر إلى كل مروجي الكراهية في أنحاء العالم، مشيرا بشكل خاص إلى قيادة مبادرة الأممالمتحدة لتحالف الحضارات الجهود العالمية لصياغة خطة عمل الأممالمتحدة لحماية دور العبادة، وهي وثيقة مهمة نشأت عن الحاجة إلى معالجة الأعداد المتزايدة من الهجمات ضد أماكن العبادة والمصلين في جميع أنحاء العالم، معربا عن فخره بمساندة منظمة تحالف الحضارات في رعاية الجهود صياغة هذه الخطة، والالتزام بها. وشدّد بن معمر على أن خطاب الكراهية يحمل في طياته تهديدين متصلين: جعل المكونات الدينية المتنوعة كبش فداء وتهميشها وإساءة استخدام الدين لتبرير الأعمال غير المشروعة، داعيا إلى مواجهة كلا التهديدين بصرامة، من خلال الشراكة بين القيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية الفاعلة لمساندة صانعي السياسات. ومن جانبه قال الممثل السامي لتحالف الأممالمتحدة للحضارات ميجيل موراتينوس: «إن الأزمة الإنسانية العالمية قد أدت إلى تفاقم مظاهر الظلم الاجتماعي وعدم المساواة التي ابتليت بها مجتمعاتنا منذ فترة طويلة، ولذلك حان الوقت الآن لعكس المسار وإعادة ضبط بوصلة أعمالنا لكي تأخذ مسارها الصحيح. ولقد حان الوقت لوضع مقاربة مختلفة قائمة على قيم الوحدة والرحمة والتضامن. ومن هنا يتطلع تحالف الأممالمتحدة للحضارات (UNAOC) إلى مواصلة تعاونه المثمر مع مركز الحوار العالمي (كايسيد) لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات».