ثمة نماذج تقدم أدواراً مجتمعية مفيدة وهادفة، في إطار احترام العادات والتقاليد والأنظمة، ووفائهم وولائهم للوطن. على الجانب الآخر؛ تطالعنا وسائل التواصل الاجتماعي بين الفينة والأخرى بمشاهد خادشة مرئية ومسموعة تستحق تحقيق ومتابعة الجهات المختصة، لوافدات يتحدثن اللهجة السعودية ويعرفن أنفسهم بلغط وإيهام أنهن «سعوديات»، يستهدفن المرأة السعودية في صورة مبتذلة، حتى أنهن اقتحمن المناسبات المجتمعية ويبثن تغطياتهن الإعلامية عبر «السوشال ميديا»، واغتنمن المحافل الوطنية والاجتماعية، لكسب الارتياح والقبول لدى متابعي حساباتهن الإلكترونية.. تلك الأفعال الخارجة عن المألوف المجتمعي أثارت انتقادات واسعة ورود فعل ساخطة وناقمة وناقدة. وحين تزداد وتيرة ردود الفعل الغيورة على الدين والوطن وقيادته، فإن البعض يرى أنهن يعملن بأجندات ومصالح مختلفة، وهناك من يقف خلفهن ويدعمهن ويساندهن، وكثيراً ما يُظهرن قبح أفعالهن المبتذلة والرخيصة بمشاهد إغرائية غير محتشمة خادشة للحياء والذوق والآداب العامة، وهذا كله بهدف تطبيع المجتمع السعودي على تلك الأفعال القبيحة. وعندما يعبر البعض في ردود أفعاله عن مشاعر الغبن والقهر تجاه تكريم بعضهن في المحافل الثقافية والفنية بشهادات وجوائز، ومنحهن ألقاباً فخرية وحتى دبلوماسية؛ لأنهن تمادين في ظهور سافر منحل ومستفز أثار منصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً «تويتر»، بالمناداة بتطبيق النظام تجاه تصرفاتهن غير المراعية للتقاليد والعادات والأنظمة. فئة أخرى من المنتقدين، ترى أن ظهورهن في حساباتهن الشخصية بصورة بعيدة عن الحياء، وظهورهن المخجل في مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات يشكل تهديداً لأمن المجتمع بتمرير رسائل مبطنة وموجهة للتأثير والتأليب والتحريض لبنات الوطن للخروج على العادات الدينية والتقاليد والمبادئ الاجتماعية الراسخة، التي تعد إحدى قواعد الوحدة الوطنية والتفاف المجتمع مع قادته، حفظهم الله. الدولة تنفق مئات المليارات سنوياً على التعليم، والأسرة تجتهد في تربية أبنائها على النهج الإسلامي وحب الدين والوطن وقيادته، ثم تأتي بعض تلك البرامج الإعلامية المفخخة التي لا يتجاوز بعضها 15 دقيقة من محسوبين على الوطن ويهدرون ما أنفقته الدولة على أبنائها، وما قدمته الأسرة من تربية، فيؤثرون في أفكار الشباب الجاهل وعقولهم، لأهداف محسوبة لأولئك الحاقدين على الوطن.. هذا الأمر يستدعي تعليق جرس الانتباه لاتخاذ ما يلزم من الجهات المختصة. أخيراً: أذَّكر كل فاسد يستهدف أمن السعودية ومواطنيها والمقيمين، بكلمة خادم الحرمين الشريفين حين قال أيده الله: «رسالتنا للجميع لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً، ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه، وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك».