قامت المملكة العربية السعودية، ومنذ نشأتها، على سياسة ثابتة مستقرة أسهمت في استقرار العالم وتحضّره، وقد كان نهج القيادة السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز قائماً على احترام الدول عامة، وعدم التدخل في شؤونها، واحترام دول الجوار، وكذلك الدول العربية والإسلامية على وجه الخصوص، ولعل مواقفها الخالدة هي من شهدت لها بالريادة والقيادة، حيث وجدت هذه الدول فيها وفي سلوكها السياسي المحترم والراقي منهجاً فريداً في المعاملات الأخوية والدولية، ولعل المتابع لحركة التطور السعودي على كل المستويات يجد أن المملكة باشرت العمل منذ تأسيسها على بناء الإنسان أولاً الذي يمثل محور كل خطط التنمية وركائزها، وكان الاهتمام بهذا الإنسان واضحاً في كل دروب العلم والعمل والمعرفة والإنتاج. وقد شهدت المملكة نمواً اقتصادياً واجتماعياً مذهلاً تم على مدار تسعين عاماً من البناء والتوحيد نجني ثماره اليوم، حتى بات المتابع الواعي المنصف يعلم أن المملكة وقفت بكل صدق مع العدل والمساواة ومصداقية مع كل القضايا العالمية ذات البعد الإنساني، وتعاملت مع كل الأحداث بروح المسؤولية والتفهم والتعقل، وكان طرحها للحلول والأفكار موضع احترام الجميع، وعلى المستوى المحلي تم بناء وطن متكامل بكل أبعاده العملية والعلمية وله حضور مميز وقوي في كل المحافل العالمية، ليصبح مضرب الأمثال لكل المنصفين والمدركين في هذا العالم، وسخرت المملكة إنتاجها النفطي في تطوير المكان والإنسان وتحقيق الرفاهية وتسطير ملاحم البناء، حتى بتنا نشهدها في كل ما حولنا حاضرة بقوة، بل إن اختيار المملكة لتكون في مجموعة العشرين شهادة دولية على هذا النجاح، إذ تعتبر المملكة من الدول الرائدة في التنمية والمساهمة في بناء العالم الحديث. كذلك المواطن السعودي أصبح عاملاً مبدعاً وحاضراً في كل المحافل الدولية وصاحب إنتاجية عالمية راقية. الحديث عن الوطن ذو شجون، ويشعل الأحاسيس الوطنية في ذكرى التوحيد، لنتذكر في يومنا الوطني القيادة الحكيمة، بدءاً من الملك عبدالعزيز (رحمه الله) وأبنائه البررة من بعده (يرحمهم الله)، حتى نصل إلى سلمان الحزم والعزم، وسمو ولي عهده (يحفظهما الله)، مجددين لهم البيعة والولاء والطاعة. حفظ الله بلادنا من كل سوء، وجمعنا في كل مناسبات الوطن الغالية، لتعم الفرحة والبشر كل الوجوه.. ودمت يا وطني.