مع تطور كرة القدم في قارة أوروبا وانتهاج التكتيكات الدقيقة التي تتطلب مهام عديدة من كل لاعب في الخطط الهجومية والدفاعية أصبح بعض اللاعبين ضحايا لهذا التطور لعدم إجادتهم لأدوار إضافية مع أدوارهم الأساسية التي يجيدونها. - من هؤلاء الضحايا هو اللاعب رقم 10 الذي يلعب خلف مهاجم فريقه بمتوسط الميدان، ويمتاز بأنه الأكثر براعة في صناعة الهجمات وامتلاكه للحلول الفردية من تمرير وتسديد ومراوغة، تحديدًا في عز تقدم كرة القدم اللاتينية على مستوى المنتخبات والأندية في القرن الماضي وبداية القرن الحالي. - حاليًا لا يوجد لاعب رقم 10 أمثال الأرجنتيني خوان رومان ريكلمي أو الكولومبي فالديراما في الأندية التي تلعب كرة قدم حديثة، لأن أدوات صناعة اللعب متوزعة على لاعبي الأظهرة والأطراف وكذلك المهاجم، وأيضًا افتقاد اللاعب رقم 10 للأدوار الدفاعية التي يحتاجها الفريق الحديث. - في الوقت الحالي من لعبة كرة القدم أصبحوا اللاعبين في كافة المراكز يلعبون كمنظومة واحدة في الخطط الهجومية وتنوع صناعة اللعب في الفريق الواحد، هناك الهجوم عن طريق العمق الذي يتطلب وجود لاعب ارتكاز يجيد لعب التمريرات الحاسمة القصيرة كانت أو الطويلة أو لعبه لتمريرة قطرية للظهير والجناح والهجوم من جهة الأطراف لصناعة هجمة واعدة. في تكتيك دفاع المنطقة مثلًا نشاهد هؤلاء اللاعبين الذين أجادوا اللعب بالهجومي بتأدية الخطط الدفاعية بشكل محكم، بحيث نجد لاعب الارتكاز في منطقة الBox أمام دفاع فريقه وبجواره الظهير والجناح اللذين ساعداه في اللعبة الهجومية. وبتكتيك الضغط العالي نشاهد لاعبي الفريق بقيادة المهاجم يضيقون الخناق على الخصم مع تقدم لاعبي الدفاع لخلّق نظاق ضيق يصعب على الخصم تمرير الكرات لبناء هجمة واعدة. كرة القدم الحديثة لا تعتمد إلا على اللاعب الأكثر مزايا وتعددية في التكتيك وتشكيلة الفريق. - لدينا مثالين على تخلي الأندية عن اللاعب رقم 10 الذي تقتصر أدواره هجوميًا دون الدفاعية. الأول صانع ألعاب أرسنال مسعود أوزيل الذي صنع 146 فرصة لزملائه في 35 مباراة لعبها نسبةً إلى بيانات أوبتا، لكن منذ ذلك الوقت بدأت إنتاجية اللاعب تنخفض بشكل كبير، واتضح بأن هذا المركز لم يعد فعالاً كما كان كالسابق. فيليب كوتينهو اللاعب الأبرز بتشكيلة ليفربول الإنجليزي الذي فقد بريقه عند انتقاله لفريق برشلونة الذي يلعب كرة قدم حديثة ولا وجود مركز رقم 10 بخطة 4-3-3، وهبوط مستوى كوتينهو الذي افتقد للاعبين بدنيين يغطون أدواره في الشق الدفاعي مثل زملائه في ليفربول جوردان هندرسون ومينلر، وهو نفس الأمر الذي مر به جيمس رودريغيز مع ريال مدريد وبايرن ميونخ، بل إن زميل جيمس بالفريق البافاري جوشوا كيميتش كان اللاعب الأكثر صناعة للفرص وللأهداف في فريقه وهو الذي لعب كظهير أيمن ومحور إرتكاز. هذه دلالة على أن اللاعب الأكثر تعددية وإجادة للأدوار هو الأحق بالمشاركة في أندية كرة القدم الحديثة. - يقول مدرب ليفربول الإنجليزي يورجن كلوب «لا يوجد صانع ألعاب من الممكن أن يكون جيدًا إلا لو كان جيدًا في استعادة الكرة». حديث يورغن كان دقيقًا في انتقاده لصناع اللعب في السابق، تكتيكيًا اللاعب رقم 10 أصبح عبئًا لأن دوره الدفاعي بات غير موجود. - وهناك تصريح من المسؤول في شركة 21st club التي تهتم بتصنيف وتحليل اللاعبين عمر شودري الذي قال «عندما ننظر إلى 500 لاعب في إحصائياتنا فإن نسبة صنّاع اللعب تتقلص منذ عام 2013».