كلما أقبل اليوم الوطني أقبلت عليّ أفكار من كل الجهات، وكلها تستحثني أن أكتب عن الوطن. وأشرع في اختيار المواضيع الوطنية في ذهني، وما أن استدر العناوين حتى تتزاحم متسابقة وكأنها تقول بدني أنا الأول، وإذا بها تأتي صفاً واحداً وغير متتابعة فطلبت منها أن تنتظم في صف دائري حولي وأنا في الوسط كي آراها جميعاً، وتم ذلك وبدأت أنظر إليها وكأنها وجوه مرسومة على علم بلادي الأخضر يشع النور منها متلألئاً كنجوم ليلة شتوية صافية وأنت في صحراء خالية من المؤثرات الضؤية الصناعية. وعندما تحيرت بمن أبدأ به منها أغمضت عيني وطلبت منها أن يعرفني كل واحد منها بنفسه وأهميته فتكلم صوت وقور جلي وقال أنا الوطن فاكتب عني ما شئت وسأذكر لك بعضا من أسماء أركاني على سبيل المثال لا الحصر، اكتب عن نعمة الأمن والاستقرار، اكتب عن بعض مكاسبكم الوطنية، أنتم في أرض وهبها الله نعمٌ لا تعد ولا تحصى قبلة المسلمين وقلب العرب، ففي المشرق خليج، وفي الغرب بحر، وفي الوسط عاصمة وجبل طويق، وفي الجنوب شواهق حجارها معادن وترابها نفيس، وفي الشمال واحات وساحات ومزارع غناء وآثار مكشوفة ومدفونة، تحت رمالكم ذهب أسود وفوق أرضكم طرق برية تشق الجبال والرمال، وعندكم مياه محلاة وأبراج اتصالات تغطي مساحات بلادكم جبالها وأوديتها وشعابها وقفارها، في بلادكم مستشفيات في كل مكان، ومدارس وجامعات على الخريطة منثورة، اكتب عن مطاراتكم وشركات طيرانكم، اكتب عن جيشكم وسلاح طيرانكم وأفرع القطاعات العسكرية، اكتب عن أجهزتكم الصحية المتفانية ودورها المشهود له عالمياً في مواجهة جائحة كورونا كوفيد19، اكتب عن إعلامكم ودوره الوطني، اكتب عن شبابكم (عيال وبنات) المتميزين في كل مجال، اكتب عن كنوزكم الأثرية المنتشرة في كل كيلو متر مربع من الوطن، اكتب عن محاربة الفساد وتشجيع النزاهة، أعلم أنك لا تسطيع أن تحصي ما في وطنكم من مكاسب فهي لها بداية ولا تقف عند نهاية، اكتب عن قيادتكم ملك عزوم حكيم وولي عهد جسور، اكتب عن شعب وفي كهوله شاكرون وشبابه متحمسون لرؤية 2030، اكتب ولا تنتظر للعام القادم، بل اكتب كل يوم.. فالخير معكم وأمامكم.