نحتفل هذه الأيام بذكرى اليوم الوطني، نحتفي به ونحن نرى بأعيننا المملكة وهي تخطو متسارعة نحو المستقبل بإرادة لا تلين وعزم لا يستكين، فمنذ وضع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أسس هذا الوطن المبارك قبل 90 عاماً، ووطننا ينتقل من ازدهار إلى ازدهار، تتالت على أيدي خَلَف صالح لخير سلف، وهم أبناؤه الملوك خُدام الحرمين الشريفين، بدءاً من عهد الملك سعود وصولاً إلى العهد المُشرق لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حامل مِشعل التنمية ورائد النهضة السعودية الحالية برؤيته الطموحة... رؤية 2030. لقد مرت المملكة طوال تاريخها الحديث الممتد لنحو قرن من الزمان بمراحل مضيئة شهدت قفزات في مشاريع أضحت علامات فارقة في تاريخها، فمنذ تدفق بئر الخير في صحرائنا عَمَّ النماء والهناء على الوطن والمواطنين، وها نحن اليوم نحيا في ظل العهد الزاهر، الذي جابت فيه مشروعات الرؤية المملكة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها. كان الإصلاح الاقتصادي أهم باب طُرِقَ خلال هذا العهد الميمون، سعياً إلى تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط. واقتحاماً لهذا الحصن الحصين اتُّخِذت حزمة من الإصلاحات النوعية (اقتصادية واجتماعية وسياسية وعسكرية)، حفّزت المملكة للقفز بخطوات وثّابة نحو الريادة العالمية خلال فترة قصيرة بالكاد يبلغ عدد سنواتها أصابع اليد الواحدة، وقد نُفِّذ ذلك من خلال إطلاق برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030، والذي كان قطاع الاتصالات أحد أركانهما كرافد مهم من روافد الاقتصاد البناء، والذي شكل مع غيره من القطاعات نقطة تحول محورية نحو مستقبل أكثر تطوراً في مجال الاتصال وتكنولوجيا المعلومات. لم تقتصر تلك الإصلاحات على الشأن الداخلي فقط، بل تجاوزته إلى الشأن الخارجي، ولنبدأ به سياسياً؛ حيث انعكس جلياً في دعم الدول الشقيقة والصديقة، ومساندة قضايا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وهو ما يعكس مكانة المملكة الكبيرة في قلوب ونفوس العرب والمسلمين، فبها قبلتهم ومهوى أفئدتهم الحرمان الشريفان، وقد كان ذلك ترسيخاً لقانون سَنَّه المؤسس لأبنائه فلم يحيدوا عنه، في مد يد العون والمساعدة لكل من يطلبها سواء كان صديقاً أو شقيقاً، وقد تُرجِم ذلك واقعاً يُحدِّث عن نفسه في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين. جسدت المملكة دوراً تنموياً تطويرياً في التعاطي مع جائحة كورونا، عُدّ في مقاييس العمل الصحي إنجازاً باهراً، أثنت عليه المؤسسات الصحية العالمية، كما لفت انتباه العالم إلى الديناميكية التي ساهمت في تحجيم أثر هذه الجائحة صحياً واجتماعياً واقتصادياً. لن تُسعفنا بضع كُليمات في مقال سواء اتسع عرضه أو زاد طوله في أن نُوفي الكيل في الحديث عن إنجازات هذا الوطن.. الحديث عن إنجازاتنا أكثر أهمية لما تتركه من أثر قوي في رفع الروح المعنوية لدى أبنائنا وبناتنا وتقوية انتمائهم الوطني. *الرئيس التنفيذي - شركة اتحاد اتصالات «موبايلي»