أستغرب لماذا رد الفعل العنيف على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تجاه حفلة الغمز واللمز وشوح الدبكة التي «كرمنا» بها في اجتماع الفصائل الفلسطينية، والتى مارسوا فيها لغة التحريض وقلة الوفاء وعدم الاحترام تجاه المملكة، والتى أطلقوا فيها الأفواه والسنون والحنك والعلك ضدنا. الفلسطينيون هذا هو موقفهم منذ الأزل، ولكن ما يمنعهم هو الدعم المالي «والمصاري»، فلو تعطلت «مصرية» واحدة لرأيتهم يرغون 24 ساعة في القنوات شتما وردحا وسبا ودبكات «على دلعونا» وقصايد أبو عرب ومارسيل خليفة. مشكلة الفلسطينيين أنهم يدركون جيداً أننا نفهمهم جيدا، وأنهم يفهمون جيدا أن ألاعيبهم لن تمر علينا جيدا، وإن مررنا بعضها في السابق لا من أجل خواطرهم بل من أجل «الكضية». القيادة السعودية تعرف جيدا لألاعيب الفلسطينيين، وتعرف جيدا حتى وجهة نظرهم اللئيمة عن المملكة، ولكن كعادة المملكة تتسامى عن كل تفاهات الأمور وتصفح وتعفو وتغفر، لا لسواد عيون أبو مازن ولا منظمته، ولكن من أجل طفلة فلسطينية تحمل غصن الزيتون في القدسالشرقية. مشكلة الفلسطينيين أنهم لا يدركون أن الوقت تغير وتبدل، وأصبح لا يأبه للماضي ولا يتلفت. إذا لم يستغلوا الفرص والمبادرات التى أتيحت لهم على مر السنين ولم يحسنوا التصرف فتلك مشكلتهم وغباء منهم، أما الآن فالقطار فاتهم ولم تعد المتاجرة بقضيتهم مجدية وذات منفعة تدر على أرصدة قيادتهم المليارات، وانتهى زمن الارتزاق والعجلة لن تعود للوراء، وعليهم أن يتفاهموا في ما بينهم وأن يحلوا قضيتهم فلا يزايدوا علينا بمواقفنا ومواقف المملكة العظيمة معهم. فلو أحصى الفلسطينيون الدعم والأموال التى منحتها لهم السعودية على مدى كل تلك السنوات لبنوا لهم وطنًا من الكريستال والذهب، يقارع نيويورك وبورصتها، وطوكيو بناطحاتها، وسويسرا ببنوكها، ولكنهم مجموعة تاجروا بوطنهم وبدماء شعب فلسطين المناضل «والكضية». كاتب سعودي bassamalfulaih@