وسط تعنت مليشيا «حزب الله» وحليفها رئيس حركة أمل نبيه بري، شن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، هجوماً حاداً على الطرفين. وقال جعجع إن مطالبة حزب الله وحركة أمل باختيار وزير المالية يضرب المبادرة الفرنسية في الصميم. وأضاف أن تخوين حزب الله لكل من ينتقده، خصوصاً من المعارضين الشيعة لسياسته واتهامهم بالفتنة أمر لم يعد مقبولاً. جاء ذلك بعد أن أكد نائب عن حزب الله، أمس رفض الأخير بشكل قاطع أن يرشح أحداً غير ممثليه في الحكومة، أو أن يضع أحد حظراً على المكون الذي يمثله في استلام أي حقيبة وزارية، أو حقيبة وزارة المالية حصراً. وإزاء تصلب مواقف الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله)، وإعلان باريس خيبة أملها وأسفها لعدم تشكيل الحكومة ضمن المواعيد المقبولة، أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب أمس (الخميس) أنه سيعطي مزيداً من الوقت لمشاورات تشكيل حكومة جديدة، فيما تلقي جهوده المتعثرة بظلال من الشك على آفاق مبادرة فرنسية تسعى لانتشال البلاد من أزمتها. وتضغط فرنسا على الزعماء الطائفيين المنقسمين في لبنان لتشكيل الحكومة سريعاً والشروع في تنفيذ إصلاحات لإخراج البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990. لكن موعد 15 سبتمبر النهائي الذي وعد السياسيون باريس بتشكيل الحكومة بحلوله انقضى بالفعل، وتشير تقارير إعلامية لبنانية إلى أن أديب قد يتنحى عن المهمة. يذكر أن عملية تشكيل الحكومة تعثرت في ظل إصرار الثنائي الشيعي على الحصول على وزارة المالية، وكشفت مصادر سياسية، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، بات أكثر إصراراً على تسمية وزير المالية بعد أن فرضت واشنطن الأسبوع الماضي عقوبات على كبير مساعديه بتهمة الفساد وتمكين حزب الله، وفي تأكيد جديد على إصرار حزب الله على التعطيل، قال مسؤول إيراني «لو أن أديب أو غيره يريدون الاستقرار فعليهم أيضاً أن ينصتوا لنصيحة حزب الله».