حذرت الحكومة الألمانية، من مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست» دون اتفاق، مؤكدة أن عواقبه وخيمة. وحذّر وزير المال الألماني اليوم (السبت)، أولاف شولتز، من أن بريطانيا ستتحمّل العبء الأكبر من تداعيات عدم التوصل إلى اتفاق في المحادثات التجارية لمرحلة ما بعد بريكست. وارتفعت حدة السجال بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشأن المحادثات التجارية مذ قررت لندن العودة عن الاتفاق الذي توصلت إليه مع التكتل بشأن بريكست من خلال قانون جديد أقرته. واتّهم رئيس الوزراء بوريس جونسون الاتحاد الأوروبي، بالتهديد بفرض «حصار» غذائي في إيرلندا الشمالية يشكل خطراً على «السلام» و«الوحدة» في المملكة المتحدة. وكتب جونسون في عدد اليوم (السبت) لصحيفة «ديلي تلغراف» أن موقف الاتحاد الأوروبي يبرر تقديم حكومته تشريعاً جديداً لإعادة صياغة اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو مشروع قانون يثير قلقاً شديداً بين أعضاء البرلمان. وقد وصلت المحادثات بين لندن وبروكسل بشأن العلاقة التجارية المستقبلية بين الجانبين إلى طريق مسدود. وفي غياب اتفاق بحلول نهاية هذا العام، قال جونسون إن الاتحاد الأوروبي عازم على «تفسير متطرف» للقواعد الخاصة بإيرلندا الشمالية. وتابع «قيل لنا إن الاتحاد الأوروبي لن يفرض رسوماً جمركية على البضائع التي تنتقل من بريطانيا العظمى إلى إيرلندا الشمالية فحسب، بل قد يوقف نقل المنتجات الغذائية من بريطانيا إلى إيرلندا الشمالية». ودافع جونسون بقوة عن خطة حكومته لتجاوز أجزاء من اتفاق بريكست التي تفاوض عليها مع الاتحاد الأوروبي، بحجة أن الاتحاد الأوروبي لديه تفسير «متطرف» للمعاهدة يمكن أن يعرض مستقبل بريطانيا للخطر. ويدور الخلاف حول المواد الغذائية، على رفض الاتحاد الأوروبي منح بريطانيا وضع «دولة ثالثة» الذي يجعل الدول مستوفية المتطلبات الأساسية لتصدير موادها الغذائية إلى أوروبا. وبموجب بروتوكول إيرلندا الشمالية، سيتعين على هذه المقاطعة البريطانية اتباع بعض قواعد الاتحاد الأوروبي بعد الفترة الانتقالية اللاحقة لبريكست من أجل ضمان عدم وجود حدود مادية وتجنب عودة التوتر في هذه المنطقة التي شهدت نزاعاً دموياً استمر ثلاثة عقود.