سواء كنت من هواة تقليب أوراق الصفحات بين يديك، أو ممن يفضلون أن تترك المهمة إلى رأس السبابة فقط، لتحريك الصفحات على وجه الهاتف الذكي، أو ممن اختاروا الوقوف في المنتصف، والقراءة عبر الحاسوب، تشكل القراءة، معرفية كانت، أو حتى لغرض الترفيه، أو تلك الضرورية المرتبطة بأعمالنا كل يوم أمراً مهماً لديمومة اتصالنا بالحياة، الأمر الذي نسي أن يذكره ماسلو في هرم الحاجات الإنسانية. وفي وقت رأى فيه عالم النفس جيمس هيلمان «حسب كتاب تاريخ القراءة لألبرتو مانغويل» أن الأطفال الذين يقرأون في سن مبكرة من العمر أو من يُقرأ عليهم في هذه المرحلة من العمر يكونون في وضع نفسي أفضل، ويستطيعون أن يطوروا مقدراتٍ على التصور أفضل من أولئك الأطفال الذين تروى عليهم القصص في وقت متأخر، ما يؤكد أن القراءة أمرٌ مهمٌ لنصنع من أطفالنا أشخاصاً يسيرون بخطوات واثقة لخوض معترك الحياة. إن تحديد هدفنا من القراءة أمر في غاية الأهمية، فالقراءة يمكن لها أن تكون وسيلة من وسائل الترفيه، أو من وسائل المعرفة والفائدة، أو في أوقات كثيرة للتعبد؛ لما للكلمات المحشورة بين دفتي كل كتاب من قدرة عجيبة على اكتساب مشاعر تختلف داخل عقل كل شخص، بعد تمكن أجنحة كلماتها من الرفرفة في رياض الخيال، لرسم صور لها، ومشاعر، أو حتى رائحة زكية في أنوفنا فقط لإننا نقرأ. ودون الحاجة إلى إطلاق ساقي نظارة القراءة بعد فرك زجاجتيها وإنزالها على أرنبة الأنف، والاستماع إلى سيمفونية موسيقية لشوبارت، واحتساء قهوة ساخنة، لخصنا عدداً من الوصايا لتبدأ القراءة بشكل قد يساعدك على أن تصبح نمط حياة لك.