آمال سكان كوكب الأرض معلقة بظهور لقاح ناجع يستطيع فعلياً كتابة نهاية لنازلة فايروس كورونا الجديد، التي أفشت وباء كوفيد-19. وذكرت «نيويورك تايمز» (الجمعة) أنها تأكدت من أن هناك 88 لقاحاً تخضع للتطوير في المختبرات حول العالم، قبل الوصول إلى مرحلة التجارب السريرية. وتساءلت: ماذا سيحدث لو أن اتضح أن اللقاحات التي ستتاح للإنسانية ليست ناجعة تماماً؟ وأشارت إلى أن علماء اللقاحات في العالم يراهنون على أسلوب وحيد لعمل تلك الأمصال، ويتمثل بإطلاق بروتينات شبيهة بتلك التي تغطي فايروس كورونا الجديد، ليعتقد الجسم أنها فايروس كورونا الجديد بذاته، فيجيش لها خلايا الدفاع الكامنة في جهاز المناعة، لتهب لإبادتها. ويرى بعض العلماء أن هذه الطريقة لم يثبت مطلقاً أنها يمكن أن تكون ناجعة. وقال عالم الفايروسات بجامعة واشنطن الدكتور ديفيد فيسلر للصحيفة: «عارٌ علينا أن نضع البيض كله في سلة واحدة». وزادت الصحيفة أنه حتى لو ظهر مصل ناجع ضد فايروس كوفيد-19، فإن ذلك لن يعني نهاية عهد العالم بالأوبئة، لأنه لا تزال هناك أنواع مجهولة من فايروسات كورونا التي لا تزال تعيش في الحيوانات الأخرى. أي أنها قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة. ولذلك فإن شركات متخصصة في تطوير اللقاحات بالصين، وفرنسا، والولايات المتحدة تعكف على تطوير لقاح قادر على حماية الإنسانية حتى من الفايروسات التي لم تستعمر الجنس البشري بعد. وفي شأن ذي صلة؛ قررت الحكومة البريطانية أمس الأول تقديم منحة قدرها 8.4 مليون جنيه إسترليني لعلماء البلاد لإجراء أبحاث من شأنها الإجابة عن كثير من الأسئلة المتعلقة بوباء كوفيد-19 التي لا تجد إجابة: إلى أي مدى تبقى الأجسام المضادة لمقاومة الفايروس؟ هل تكفي الإصابة بنزلة البرد العادية لمقاومة الإصابة بكوفيد-19؟ ولماذا يصاب بعض الأشخاص بأعراض طفيفة، بينما تودي الإصابة بآخرين إلى القبور؟ وما هو تأثير الفايروس على الرئتين والأعضاء الداخلية الأخرى؟ وعلى صعيد محاولات ابتكار دواء ناجع؛ أشارت 29 دراسة علمية مسنودة بتجارب سريرية إلى أن لا أملَ يُرتجى من عقار الملاريا المعروف هايدروكسيكلوركين في معالجة المصابين بكوفيد-19. فهو لا يعالج هذا الوباء. كما أن استخدامه معززاً بالمضاد الحيوي أزيثرومايسين يزيد احتمال وفاة المصاب بنسبة 27%. وخلص استعراض للدراسات ال29 المشار اليها، قام به علماء جامعة باريس الفرنسية إلى أنه لم تعد ثمة حاجة لأية تجارب سريرية على هذا العقار. غير أن في الأفق أملاً آخر. فقد أعلن علماء جامعة ألبرتا في كندا أنهم اكتشفوا أن دواء صنع خصيصاً لمعالجة صفاق السنوريات، الذي تنشر عدواه بين القطط، جراء الإصابة بأحد فايروسات كورونا، ويصيب القطط في المعدة ثم يرتحل الالتهاب إلى الدماغ، ويصبح مميتاً؛ يمكن أن يحمي البشر من فايروس كوفيد-19. فقد اكتشفوا في مختبراتهم أن العقار البيطري المسمى GC-376 يقوم بتدمير فايروس كورونا الجديد تدميراً كاملاً. وقالوا إن ذلك الكشف يوجب البدء سريعاً في تجارب سريرية على البشر لاكتشاف قدرات هذا العقار. وباستثناء عقار ديكساميثاسون، لا يوجد حالياً أي دواء معتمد لصد وباء كوفيد-19.