مهدت مؤسسة مسك الخيرية للطالب المتفوق البراء عبدالحميد مرداد، الطريق إلى البحث والاكتشاف والابتكار في مجال علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي والهندسة البترولية، بترشيحه للدراسة في جامعة MIT الأمريكية. واختارت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) بالشراكة مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) مشروعه «رصد تشققات الصخور داخل خزانات النفط عن طريق تقنية تعلم الآلة»، لتفعيله في السوق كمنشأة صغيرة ونقله من الفكرة إلى الأثر الاقتصادي، ضمن 20 مشروعا وقع عليها الاختيار لتقديم جلسات استشارية فردية لأصحابها من جانب خبراء هيئة «منشآت». وذكر البراء أنه كان متفوقا خلال دراسته في الصف الأول الثانوي، إلا أنه لم يكن لديه طموح خارج التحصيل الدراسي حتى سمع عن برنامج «مسك» للإعداد الجامعي لطلاب الصف الأول الثانوي، فتقدم إليه للتجربة فقط، وحظي بدعم من معلمَيه في مدرسة دار جنى العالمية، وهما التربويان محمد عبده، ومازن اللمكي، اللذان ساعداه كثيرا في مهارات التقديم والتفكير النقدي والبحثي. وحصل البراء على قبول في البرنامج الذي ابتعثه بعد تجاوزه الصف الأول الثانوي للالتحاق بمعسكر (Royal Military Academy Sandhurst) في لندن لبناء الشخصية العامة والمهارات القيادية وأساليب التقديم لمدة أسبوع، وبعدها توجه لدراسة دورة صيفية في جامعة هارفارد (Harvard University)، لمدة أسبوعين، تعلم فيها تأثير الحواسيب وقدرتها على تغيير حياتنا سواء على الصعيد الشخصي أو الاقتصادي أو السياسي، ومن جميع النواحي. وقال البراء: «من ضمن العلوم التي درستها هناك مجال الذكاء الاصطناعي والحواسيب، التي لم يكن لدي خبرة كافية فيها من قبل، لأن المنهج الذي درسناه لم يركز كثيرا على البرمجة والحواسيب»، مشيرا إلى أنه حرص على التعمق في عالم الذكاء الاصطناعي والروبوتات والبرمجة، والاستعانة بها في مشاريعه داخل المدرسة. وأوضح أنه عمل خلال دراسته المرحلة الثانوية في مشروع للفيزياء دمج فيه بين البرمجة والكهرباء، وتعمق أكثر خارج الدراسة بالالتحاق بدورات (أون لاين) في مجال الذكاء الاصطناعي لصناعة سيارات تتحرك ذاتياً دون الاستعانة بالبشر، ومشاريع تجعل الكمبيوتر لديه ذكاء قريب من البشر ويفوقهم في بعض الأحيان. وعوّض البراء عدم تدريس الذكاء الاصطناعي في المرحلة الثانوية بالحصول على العديد من الدورات فيه بجهود ذاتية، وترشح عن طريق «مسك» لبرنامج بحثي في جامعة (MIT) الأمريكية، إلا أنه اصطدم بمعوقات حالت دون التحاقه بالبرنامج. ووجد فرصة للتقديم على البرنامج البحثي SRSI (Saudi Research Science Institute) في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، وحرص على التعمق في مجال الذكاء الاصطناعي وارتبط عبر البرنامج بالبروفيسور حسين حطيت المتخصص في الهندسة البترولية. وذكر أنهم عملوا على دمج الذكاء الاصطناعي مع الهندسة البترولية، وخرجوا بمشروع يمكنهم من صناعة برمجيات عن طريق الذكاء الاصطناعي، ويساعد على رصد تشققات الصخور داخل آبار النفط عن طريق تقنية «تعلم الآلة»، مبينا أن طريقتهم تلك ذكية ولا تحتاج إلى مختص لرصدها، لأن ذلك يستهلك كثيرا من الوقت ويحتاج لأيد عاملة. واستدرك بالقول: «لكن الرصد في الطريقة التي عملت عليها مع البروفيسور حسين حطيت يكون مبرمجا وأسرع وأدق»، لافتا إلى أنهم عملوا على المشروع 6 أسابيع، وتعلم خلاله كثيرا في مجال الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن تطبيقه في المجالات الأخرى. وأضاف: «بعد انتهائي من الأسابيع الستة التي قضيتها بعد اجتيازي الصف الثاني الثانوي، تقدمت بمشروعي «رصد تشققات الصخور داخل خزانات النفط عن طريق تقنية تعلم الآلة» لمسابقة الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، وتأهلت ضمن 151 مشروعا على مستوى المملكة، من أصل 76 ألف مشروع شاركت إلكترونيا». ويستعد البراء لإكمال دراسته في علوم الحاسب والبرمجة والذكاء الاصطناعي عن طريق بعثة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) إلى جامعة كولومبياالأمريكية، حتى يطور مشروعه. الفضل ل«مسك» ووالدَيّ ويشكر البراء مؤسسة مسك الخيرية لدعمها له، ومساعدته على إرضاء شغفه في البحث في مجال الحواسيب والذكاء الاصطناعي الذي اهتم به منذ الصغر. ويطمح أن يكون من المساهمين في مجال الذكاء الاصطناعي عن طريق الهيئة السعودية للذكاء الاصطناعي والبيانات، وأن يكون جزءا من التحول الرقمي في المملكة عبر دراسته في الخارج. ويدين البراء لوالديه عبدالحميد مرداد مهندس الطيران في الخطوط السعودية، ووالدته جيهان عبدالله مديرة في شركة للاستشارات الإدارية، بالفضل في ما وصل إليه من مستوى متطور في البحث والاكتشاف، بتوفيرهما له الأجواء المناسبة المساعدة على التفوق والإبداع. وقال: «كطبيعة أي بحث علمي، توجد لحظات فشل، تشكك الطالب في قدرته على إكمال البحث ونجاحه، هنا أتى دور والدَيّ في دعمي والرفع من معنوياتي وتعزيز الثقة في نفسي وقدراتي بكل الطرق». ويهتم البراء بالتطوع لخدمة المجتمع في كثير من الأنشطة والمجالات، أبرزها خدمة حجاج بيت الله الحرام في مشعر منى، فضلا عن مشاركته في العديد من الأنشطة الاجتماعية المختلفة.