يعد التعصب ميلا مفرطا لفئة ما على حساب المبادئ والقيم، إلا أن التعصب الرياضي الذي نراه في مجتمعنا بسبب الحب المفرط لفريق معين يدفع العديد من المشجعين إلى التعبير عن انتمائهم وحبهم لناديهم بالمشاحنة والتباغض، فيما تصل في مرات إلى تبادل الشتائم بين الجماهير، وفي بعض المرات إلى الشجار والعراك والصراخ الذي نراه عند خسارة أحد الفريقين. ومع تعدد الأسباب التي تؤدي إلى التعصب الرياضي، تعرفت «عكاظ» مع عدد من المختصين النفسيين إلى دوافع التعصب، حيث أشار أخصائي نفسي في مجمع إرادة للصحة النفسية الدكتور أحمد نصر، إلى أن هناك أسبابا منها تربوية، كتأثر النشء بآراء من يربيه والتوحد مع نموذج المربي مع الزمن، والآراء المجتمعية أو ما يسمى بالانصياع المجتمعي؛ حيث يميل الإنسان إلى الانصياع لمن حوله حتى لو كان ذلك عكس أفكاره، أو قد يكون الدافع أسبابا نفسية وذلك عن طريق خلل في تكوين مرحلة الانتماءات خلال مرحلة الطفولة المبكرة أو فشل في النضج النفسي. ويجد الدكتور نصر أن الآثار قد تكون فردية وذلك عن طريق استهلاك موارد الفرد المادية والصحية والنفسية وتعرض الفرد لأي نوع آخر من التعصبات غير المرغوبة كالتعصب الديني، ومن أهم آثار التعصب الرياضي على المجتمع هو الحد من قدرة المجتمع في البناء والتقدم وهدر موارد وطاقات المجتمع. فيما يشير الطبيب النفسي الدكتور إبراهيم الغامدي الى إمكانية أن يصاب المتعصب الرياضي بأمراض الضغط أو السكر أو يصاب بمرض القلق العام وقد لا ينتبه إلى نفسه وأضاف: «نعلم أن عواقب الغضب وخيمة منها خسارة الأصدقاء والعائلة وخسارة الصحة التي لا تعوض». وشدد الغامدي على ضرورة العلاج وذلك عن طريق نشر الوعي الكافي والابتعاد عن السلوكيات التي لا تنتمي إلى ديننا ومجتمعنا، وأن الرياضة هي وسيلة للسعادة وليست لزراعة الأحقاد بين الناس، وزاد: «يجب على وسائل الإعلام زيادة حملات التوعية لتنبيه الشباب وتحذيرهم من خطر التعصب الرياضي.. وعلى أولياء الأمور أن يعملوا على غرس قيم الحب والأخوة في قلوب أبنائهم، ونبذ التعصب».