بدأ هذا العام بكثيرٍ من العلامات التي تدل على وقوع الأزمات العالمية الاقتصادية منها والصحية والاجتماعية، والتي جعلت دول العالم أجمع والشركات الكبرى كما ظن الناس كالسفينة التي تبحر في المحيط ويشتد من حولها الموج وتفتح من فوقها أبواب السماء بالمطر ويغيب عنها نور الشمس، فلا أرضٌ تقلها ولا سماءٌ تظلها ولا ملجأ للأمان تذهب إليه إلا التعلق بالخالق دون الخلائق والأخذ بالأسباب، ولن تنال الرحمة والنجاة إلا بإذن رب الأرباب، لكن أولي الألباب الذين يتفكرون وفي كل شؤون الكون يتدبرون عرفوا أن ذلك بلاءٌ من رب العباد ليردهم إليه ويعلمون قدر ضعفهم أمام قوة الله وجنده، وأن ما يعادل وزن حبةٍ من الأرز قد جعل العالم بما فيه من الإمكانيات يعجز على التغلب على مثل هذا التحدي العظيم الذي حصد الأموال والأرواح وما من شيء يمنعه إلا رحمة من الله ينجينا بها من هذا البلاء. وعلى الجانب الآخر من هذه الأزمات هناك فوائد نالها الناس والدول ولن يحصلوا عليها إلا حين وقوع الجوائح والأزمات، ومنها اكتشاف المواهب والمهارات وتطويرها وزيادة التآلف بين القلوب والتكاتف بين الناس ومعرفة قيمة كثيرٍ من النعم التي أحاطنا الله بها وزيادة نقاء الأرض من التلوث ووعي الدول وزيادة قدراتها في المجال الصحي والغذائي والتغلب على التحديات في شتى المجالات والكثير من الإيجابيات والخير الوفير الذي أصاب الناس والدول والشركات وكافة القطاعات، وليس منا من لم ير ذلك وما بذلت الدول من جهود للمحافظة على الموارد والأرواح والاستعداد لكل الظروف، ومن تلك الدول المملكة العربية السعودية التي وضعت وأخذت ونفذت كل التدابير والإجراءات لتوفر الحماية والرعاية لكل من يعيش على أرضها، وكانت الجهود تبذل من كل من يمثلون الدولة بدءا بالحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، إلى أصغر موظف ومتطوع، كلٌ بما وفقه الله إليه من الجهود المباركة بإذن الله. تفاءلوا فربي الخير لا يأتي إلا بالخير.