«لن نقف مكتوفي الأيدي حيال تهديد أمننا القومي، مصر ستتدخل بشكل مباشر في ليبيا لمنع تحولها لبؤرة للإرهاب، ستغير المشهد العسكري بشكل سريع وحاسم».. هذه اللهجة الحاسمة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه وفد القبائل الليبية أمس (الخميس) في القاهرة، تكشف بوضوح أن التدخل العسكري في ليبيا بات مسألة وقت ليس أكثر. وتزايدت الدعوات الليبية أخيراً لمصر للتدخل عسكريا سواء من قبل البرلمان أو من قبل القبائل عندما أكد حفيد شيخ المجاهدين الليبيين عمر المختار «أن مصر لا تحتاج تفويضاً، وصاحب البيت لا يستأذن في دخوله». وتطرح مسألة التدخل العسكري أسئلة عدة حول ما إذا كان سيؤدي إلى حرب محتملة بين مصر وتركيا فوق الأرض الليبية؟ أم أنه سيقتصر على توجيه ضربات جوية ضد المليشيات والمرتزقة وبؤر الإرهاب؟. المؤكد أن أجواء حرب جديدة تلوح في منطقة لا تزال أسيرة الصراعات الداخلية والأطماع الخارجية، وبعد التدخل التركي المشبوه لدعم «حكومة الوفاق» والتهديد بالسيطرة على سرت والجفرة، فإنه لم يعد هنالك خيار أمام القاهرة إلاّ مواجهة النفوذ المتزايد لنظام أردوغان الذي ألقى بثقله العسكري وراء مليشيات وتنظيمات إرهابية تهدد الأمن القومي المصري. التدخل المصري المتوقع، وبحسب رؤية مراقبين مصريين، سيكون لحماية الأمن القومي للبلدين، ومنع تسلل المرتزقة والمليشيات إلى الداخل المصري والحيلولة دون تحول ليبيا إلى بؤرة إرهاب جديدة في خاصرة مصر. ويعتقد هؤلاء أن التدخل المصري «أمر محتوم» خصوصاً إذا تم تجاوز خط سرت - الجفرة، مؤكدين أن مصالح الأمن القومي المصري تتطلب تأمين الحدود الليبية المصرية، ومنع مليشيا الوفاق وتركيا من الوصول إليها. إلا أن خبراء عسكريين يستبعدون إمكانية المواجهة العسكرية الشاملة، متوقعين حدوث نوع من الضربات الخاطفة أو السريعة التي ستكون بمثابة رسالة قوية إلى مختلف الأطراف. ولفت خبير عسكري إلى التصنيف الأخير لموقع «غلوبال فاير باور» العالمي المتخصص بالشأن العسكري، كشف أن الجيش المصري تفوق على الجيش التركي، وجاء ضمن أقوى 10 جيوش في تصنيف الموقع لعام 2020. وقفز من المركز ال12 على المستوى العالمي إلى المركز التاسع، وعلى المستوى الإقليمي من المركز الثاني إلى المركز الأول، وهو ما يعكس في رايه حجم القدرات العسكرية الهائلة التي تتمتع بها القوات المسلحة المصرية خصوصاً في عهد السيسي. وأفاد بأن الأزمة في ليبيا حتى في حال التدخل العسكري ستحل عبر الحوار، وهذا ما يؤكد عليه الرئيس المصري دائماً. واتهم الخبير نظام أردوغان بأنه لم يتحرك لإخماد الحرائق والتوصل إلى حلول كما تفعل مصر، ولكنه تدخل لإشعال الحرب وتأجيجها بدعم طرف على حساب طرف آخر.