عندما شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في 20 يونيو الماضي، على أنه لن يسمح بأي تهديد لحدود مصر الغربية، المرتبطة بالحدود مع ليبيا، مؤكداً أن أي تجاوز لمدينتي سرت والجفرة في ليبيا يعتبر خطاً أحمر بالنسبة لمصر. فإنه كان يعلم جيداً أن الجفرة هي الحلم العثماني للسيطرة على نفط ليبيا وكونها تعد من المناطق الإستراتيجية العسكرية والاقتصادية المهمة وتعكس أهمية للأمن القومي المصري من ناحية الجنوب والمساس بها من قبل المرتزقة الليبية يعد مفتاحاً للسيطرة على الموارد النفطية الليبية بمنطقة الهلال النفطي، التي تضم أكبر مخزون للنفط.. مصر ليس لديها أي أطماع في الجفرة أو ليبيا، إلا أن الجفرة بموقعها الإستراتيجي تعتبر أقرب المناطق في الجنوب الليبي لمصر، والسيطرة التركية عليها تعتبر تهديداً لأمن مصر، ولهذا اعتبر الرئيس السيسي أنها خط أحمر، وهو بالمفهوم العسكري عدم الاقتراب. وتتمركز في الجفرة عدد من القواعد العسكرية المهمة مثل قاعدة «القرضابية» و«قاعدة الجفرة الجوية» فضلاً عن عدد من القواعد العسكرية الليبية القوية لحماية الآبار النفطية، ويمكن الوصول عن طريق «الجفرة» إلى واحة سيوة المصرية، وبالتالي يمكن استغلالها من قبل العناصر المسلحة والإرهابيين والمليشيات المتطرفة في الدخول إلى البلاد، كما حدث خلال السنوات الماضية بتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في العمق المصري، لذلك فإن وجود مليشيات متطرفة ومقاتلين أتراك أو مرتزقة موالين لهم يعد تهديداً حقيقياً لأمن مصر القومى، كما أن السيطرة على «الجفرة» تعني تقريباً السيطرة على النصف الليبي بالكامل، لذا فإن السيطرة عليها مع سرت تعني أن طريق الوصول إلى الحدود المصرية وتهديدها بات مفتوحاً، لكونها قريبة لتحركات الجيش الليبي في أي اتجاه وهو ما يسعى أردوغان إلى السيطرة عليها عسكرياً واقتصادياً. ومن المؤكد أن القيادة المصرية أخذت تصريحات وزير خارجية النظام التركي والتي أشار فيها إلى أن الجفرة هدف تركي؛ محمل الجد وفي حالة عدم الالتزام أو الانصياع يكون المقابل هو التعامل المباشر مع من يفكر في تجاوز هذا الخط، لأنه سيكون بمثابة تهديد صريح، وتتعامل القوات المصرية بما تقتضيه مصلحة الحفاظ على الأمن القومي المصري. النظام الإخواني يدق طبول الحرب لجر مصر لحرب استنزاف.. ويرسل مرتزقته لسرت. «الجفرة» هي الخط الأحمر.. لمصر.