يلحَنُ بعض المذيعين أثناء ظهورهم في البرامج، وعندما لا يبدو المذيع متقناً لقواعد اللغة العربية، فإنه لا يتمكّن من أداء عمله بتميز وبقدر عالٍ من المهارة والإبداع. فما نلاحظه ونسمعه يوحي بأن هناك أخطاء في نطق وتشكيل كثير من الكلمات أثناء تقديم نشرات الأخبار، كما أن البعض يخطئ في قراءة الآيات والأحاديث النبوية، وتجد ضعفاً في اللغة لدى مذيعين ومذيعات في مختلف وسائل الإعلام الرسمية في الوطن العربي؛ المسموعة منها والمرئية. ومنهم يلجأ إلى استخدام لغة محكية أو مفردات عامية هرباً من الوقوع في الأخطاء، وربما يعتقد بعض مسؤولي القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية ومقدمي البرامج أن اللغة الفصحى تعيق عمل البرامج المقدمة، وينسون أن المذيع يجب أن يكون على قدر كبير من الإلمام باللغة وعلومها، وأن الفصاحة هي أحد أهم مقوماته التي يجب أن يتحلى بها كي ينجح على الشاشة وخلف الميكروفون. ومع أن هذا الأمر لم يصل بعد إلى حد اعتبار ذلك ظاهرة منتشرة، فإنه يجب معالجته فوراً وحماية لغتنا من معاول الهدم بعدم تعيين أي شخص في المواقع الإعلامية إلا إذا كان مؤهلاً ومتقناً لعلوم اللغة العربية، ويتوسم فيه الارتقاء بذائقة المشاهد والمستمع على حد سواء، ليقدم رسالته في صورتها المثلى تجاه المجتمع. ولتحقيق ذلك يجب اتخاذ الخطوات الكفيلة نحو مشروع فعّال للعناية باللغة العربية، وتواجدها وفق ما يجب حدوثه على أرض الواقع، وأن تكون هناك مبادرة واعية وغيورة من القائمين على إعلامنا الرسمي ممثلة في إجراء اختبار في النحو التطبيقي وضبط الكلمات، والقيام بتجربة تسجيل صوتي للمذيع، حتى يمكن تقييمه والتأكد من نطقه السليم للأعلام العربية والأجنبية والمصطلحات العلمية والقانونية، وأسماء البلدان والمناطق، والإلمام بالثقافة العامة المتعلقة بأدبيات اللغة العربية وتاريخها وأعلامها، وتكثيف برامج التدريبات الجادة للمذيعين للوصول إلى درجة الإتقان والنضوج. ويجب بذل الجهود من أجل وضع اللغة العربية الفصحى في المكانة اللائقة بها؛ فهي الأصدق في توصيل الرسالة الإعلامية، ولها قبول واسع لدى المتلقي، إلا اننا بحاجة إلى مضاعفة الجهد والسير بخطى حثيثة في هذا السبيل للوصول إلى الهدف المنشود.