في سنة «الكورونا» الاستثنائية، توقع أن يكون كل شيء استثنائيا، على المستوى الشخصي والعام، فأزمة الجائحة وتداعياتها ستلقي بظلالها الثقيلة على حياتك الشخصية في عملك وتعليمك ودخلك ومصروفاتك، وعلى محيطك بالتغيرات التي أحدثتها في الحياة العامة سواء على مستوى إدارة شؤون المجتمع أو حركة الاقتصاد والنشاط التجاري ! لن يكون هناك فرد واحد في المجتمع لم تمسه الجائحة من قريب أو بعيد اجتماعيا أو نفسيا أو مهنيا أو صحيا، ويبقى السؤال: إلى أي مدى أثرت الأزمة في كل واحد منا ؟! الأكيد أن جائحة كوفيد 19 لم تمثل اختبارا عمليا لقدرات وكفاءة أداء الدولة ومؤسساتها في تقديم الخدمات وإنجاز المعاملات والتعليم والعمل عن بعد والتعامل مع التداعيات الصحية والاقتصادية للجائحة وحسب، بل مثلت أيضا اختبارا فرديا لنا، فقد اختبرت احتمالنا لضغوط الأزمة اجتماعيا ونفسيا واقتصاديا، وقياسا لوعينا في إدراك مخاطرها وأهمية الوقاية منها، وقدرتنا على إدارة احتياجاتنا التموينية وتحديد أولويات إنفاقنا ! وشكلت تعليمات التباعد الاجتماعي واعتزال اللقاءات الاجتماعية ومنع التجول فرصة للعوائل لاختبار علاقاتها الأسرية، والحصول على أوقات وفيرة للتقارب والتلاقي، وهو ما قد يكون ساعد على استيعاب وتخفيف الآثار النفسية للأزمة على أفراد الأسرة وخاصة الأطفال ! باختصار.. سنطوي الصفحة ونمضي، لأن الإنسان وعبر التاريخ وقف دائما على قدميه عقب كل كارثة وواصل مسيرته، وتبقى ندوب الأزمات والكوارث والحروب مجرد ندبات على جسده ! K_Alsuliman@ [email protected]