في فمي ماء، ومنذ وقت وأنا في فمي ماء.. أراقب المشهد الخليجي والعربي وما يدور حولنا ولا مجال لمناقشته هنا، ولكن على قول أهل الخليج، «أصبح الشق أكبر من الرقعة»، بعدما تم إماطة اللثام عن تسجيل صوتي يجمع بين القذافي والكويتي الهارب إلى تركيا حاكم المطيري، وهو أستاذ التفسير والحديث بجامعة الكويت والأمين العام السابق للحركة السلفية في الكويت، والذي يدعو جهراً عبر تغريداته ومحاضراته لتمكين تركيا من احتلال بلداننا العربية. سؤالي مشروع وبسيط؛ أين أنتم عن هذا المواطن الذي يدعو إلى الإرهاب؟ وما الذي يشغلكم عن وطنكم؟ يتساءل الكويتي فهد الشليمي في مداخلة رائعة له على قناة العربية - وأنتم تتصدرون ب«ترنداتكم» على وسائل التواصل الاجتماعي، عندما لمّحت سارة دندراوي إلى موقف الكويت المحايد من قطر بقولها «أحباء قطر»، تم شتمها وقصفها والتشنيع بها لأسابيع. والكارثة الكبرى، في وقت نشر تسريبات حاكم المطيري المتآمر على الكويت والدول العربية، يتصدر الترند الأول، موت اللاعب العراقي أحمد راضي! من يدير وسائل التواصل الاجتماعي، ومن يتحكم بالمشهد الإعلامي؟! أيديولوجيا الإرهاب، والمسوقون لها بالسر أو بالعلن يتكشفون يوماً بعد يوم، والمحك هو ما هي ردود أفعالنا تجاه من يخون أوطاننا، ويغرس وتداً خبيثاً في خواصرنا. فما هو موقفكم يا دول الخليج؟ ألم يحن وقت فتح الملفات وسحب الرؤوس من نواصيها، ومن منابر ضلالاتها، ومن وسط أوكارهم، ومن على كراسيهم؟ لا بد أن هناك من يخدم تلك الجماعات والحركات المؤدلجة، ويؤسس لكوارث قادمة. أبواق ذات انتماءات سياسية لها حضور بالجامعات والمعاهد والمؤسسات الحكومية التعليمية وحتى الأمنية! التصحيح أصبح حتماً مصيرياً اليوم، ولا أرى أي مخرج سوى أن نبدأ في استيفاء المستحقات ودق الأعناق والخشوم.. التسامح هنا مرفوض، فما سمعناه بالتسجيل المسرب، هو تآمر واضح ضد أوطانكم، وخيانة عظمى للأوطان ولأهل الضمائر.. «مثلك يعنى إليه أيها الرئيس»، هكذا قال المطيري للقذافي وهو يستقبله في خيمته، وما جمع ربك إلا ووفّق، والشعب الليبي الصابر رمى القذافي في مزبلة التاريخ، بعدما بصق عليه، وسترمي الشعوب العربية هذه الجماعات الإرهابية إلى مزبلة التاريخ. من يريد الديمقراطية في الخليج لا يذهب للغرباء والأعداء ليتآمر على وطنه (الفوضى الخلاقة)، ولا يصدر منشورات تحريضية داخل وطنه تروّج لمشاريع هدامة ضد استقرار بلاده. أتمنى من الأخ خالد الهيل، المعارض لنظام الحمدين، تسليم التسجيلات كاملة للجهات الأمنية في الكويت لتثبت قضية التحريض والتآمر مع عدو أجنبي على قلب النظام في وطنه الكويت وعلى شقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية، ذات الثقل السياسي والاقتصادي في العالمين العربي والإسلامي، وعلى دولة شقيقة أخرى هي مملكة البحرين.