في الوقت الذي يلفظ بلايستيشن 4 أنفاسه الأخيرة، وبعد النجاح الساحق له الجيل 4 أمام منافسه «أكسبوكس ون»، يتطلع اللاعبون حول العالم لما ستقدمه رائدة الصناعة للجيل القادم الذي يفصلنا عنه أشهر قليلة. رغم الصمت الغريب من «بلايستيشن» في الفترة الماضية، وعودة «أكسبوكس» لوهجها بعد كشفها لمنصتها القادمة «السيريس أكس» ومواصفاته القوية في وقت مبكر، لم تتأثر «بلايستيشن» تحت الضغط وأثبتت أنها تعلم متى وأين وكيف تكشف أوراقها. طوال الفترة الماضية، تحفظت «سوني» على منصتها القادمة ولم تشارك بشكل مفتوح عن ما تخبئه للجيل القادم، بعكس «مايكروسوفت» التي كشفت عن شكل منصتها في ديسمبر الماضي ودعت أشهر قنوات اليوتيوب المهتمة لتجربة الجهاز وكيفية بنائه وشاركت خططها في كيفية التعامل مع الجيل القادم. في نفس الوقت لم نر من «سوني» سوى صورة لجهاز التحكم بالبلايستيشن 5 واسمها الجديد «Dualsense». وأعلنت «بلايستيشن» عن مؤتمر «الطريق إلى بلايستيشن 5» الذي كشف فيه «مارك سيرني» مهندس نجاح «بلايستيشن4» عن مواصفات المنصة التقنية، التي زادت الضغط على «بلايستيشن» من جماهيرها بسبب تفوق «اكسبوكس» نظرياً في أغلب المواصفات باستثناء ذاكرة التخزين التي راهنت عليها «سوني» بقوة في الجيل القادم. إلا أن الأرقام ليست كل شيء، حيث عبر الكثير من المطورين عن إعجابهم الشديد بمواصفات «بلايستيشن 5» وتوجه الشركة للجيل القادم. حيث أكدوا أن سرعة الSSD في الجهاز ستغير قواعد اللعبة. كان أحد أهداف بلايستيشن في الجيل القادم كما أشار «سيرني» هو التخلص من شاشات التحميل التقليدية بشكل نهائي التي تظهر عند تشغيل اللعبة أو موت الشخصية أو التنقل السريع بين عالم اللعبة، بل حتى تصميم الألعاب نفسها سيكون مختلفاً تماماً، بفضل الSSD السريع لن يحتاج المطور إلى تصميم عالم اللعبة بممرات ضيقة وتقييد حركة اللاعب من أجل تحميل البيئة في الخلفية كما يحدث الآن، بل سيكون باستطاعته تحميلها بدقتها العالية بشكل سريع من الذاكرة ليصبح تصميم العالم مقيداً بخيال المطور وليس بسرعة الذاكرة التخزينية. والتركيز على الصوتيات كان أحد محاور «سيرني»، حيث تمت إضافة محرك للصوتيات باسم «Tempest engine» الذي سيقدم تجربة صوتية حقيقية تؤثر على تجربة اللعب. عادت الثقة لعشاق «بلايستيشن» إلا أن الأخيرة غابت عن المشهد مرة أخرى لمدة شهرين والنقاشات والتقارير في تصاعد حول توجه بلايستيشن وقوة جهازها. وأعلنت بلايستيشن في حسابها على منصة تويتر عن حدث «مستقبل الألعاب»، كشفت فيه عن مجموعة من الألعاب الحصرية والطرف الثالث التي تستعرض فيها قدرات ال«بلايستيشن 5». وكانت لعبة Ratchet and Clank: Rift Apart خير دليل على النقلة النوعية التي سيقدمها SSD بلايستيشن 5، حيث استعرضت اللعبة تنقل شخصية Ratchet بين عوالم مختلفة غنية بالتفاصيل والشخصيات بشكل مباشر، لتؤكد فيه أن رهانها على الSSD أكثر من عدد البيكسلات ليس رهاناً خاسراً. ثم في نهاية الحدث، وبشكل مفاجئ تزيح الستار عن شكل «أجهزة» البلايستيشن 5، خاطروا فيه بتصميم مستقبلي غير تقليدي بألوان متباينة متمحوراً بناؤه على مراوح التبريد، غلاف خارجي أبيض بأطراف بارزة وداخلي أسود يحمل إضاءة زرقاء تميل إلى تشكيل حرف V أو رقم خمسة بالرومانية. وإصدار آخر يشغل الألعاب الرقمية فقط باسم «Digital Edition» أكثر تناسقاً بسبب خلوه من قارئ الأقراص البارز. كشفت معهما بلايستيشن مجموعة من الإضافات مثل وحدة شحن أجهزة التحكم وكاميرة HD وسماعات رأس 3D pulse وMedia Remote. نال تصميم الجهاز على ردود فعل متباينة بين معجبين للألوان والتصميم الجريء وكارهين للون الأبيض والحجم الكبير. أكدت بلايستيشن بعد الحدث الأخير قوتها في تقديم أفضل التقنيات لصناعة الألعاب مع أفضل الألعاب لاستعراض هذه التقنية حيث تجاوز متابعو كشف الجهاز خلال 5 أيام ما حققته «أكسبوكس» خلال شهور. إلا أن لكل شيء ثمنه، ولم تكشف بلايستيشن عن سعر الجهاز في الحدث الأخير. وأشارت بعض التقارير إلى أن الذاكرة السريعة ستكون السبب في إصدار الجهاز بقيمة أعلى من «السيريس أكس». وفي لقاء مع رئيس بلايستيشن «جيم راين»، أكد فيه أن التركيز يجب أن يكون في ما يقدمه الجهاز وليس في سعره، ما يشير إلى أنه قد يتجاوز إصدار النسخة التقليدية 500 دولار وهو ما يفسر وجود النسخة الرقمية التي قد تصدر ب450 دولاراً.