بعد إغلاق دام 3 شهور في المملكة ضمن خطة صارمة للحد من تفشي فايروس كورونا الجديد المسبب لوباء كوفيد-19، الذي ترتب عليه تعليق الحضور لمقرات العمل وإغلاق عشرات الأنشطة وتأجيل العديد من المناشط، أُعيد صباح اليوم الأحد فتح جميع الأنشطة الاقتصادية وبدء المرحلة الثالثة من العودة للحياة الطبيعية تحت عنوان «نعود بحذر». وتتركز المرحلة الجديدة، التي بدأت فيها المملكة التعايش مع الفايروس، على مفهوم «التباعد الاجتماعي» الذي برز جلياً منذ بدء أزمة كورونا في جميع أرجاء العالم، وينص على ترك مسافة مترين على الأقل بين كل شخص في الأماكن العامة لمنع انتقال العدوى، إضافة إلى تغطية الفم والأنف بلبس الكمامة، والامتثال للبروتوكولات الوقائية في أماكن العمل والمتاجر والمساجد والمزارات السياحية، مع ضرورة ألا تتجاوز التجمعات البشرية 50 شخصا كحد أقصى. ورفعت المملكة منعا للتجول دام لقرابة الشهرين، اليوم، في جميع مناطق ومدن المملكة، وخففت الكثير من قيود الحركة والتنقل بين المدن، وسط إجراءات وقائية مشددة. وسمحت لوسائل النقل باستئناف رحلاتها بين المدن سواء الجوية أو البرية، رغم ذلك إلا أن الطيران الدولي لا يزال معلقاً حتى إشعار آخر، علاوة على استمرارية تعليق الدخول والخروج عبر الحدود البرية والبحرية. وأُعيد فتح المساجد أمام المصلين في جميع مدن المملكة، بعد أن كانت مغلقة في الأسبوعين الماضيين في مدينتي مكةالمكرمةوجدة، وأقرت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عدداً من الإجراءات الاحترازية والأخذ بالبروتوكولات الصحية في المساجد والجوامع بمختلف مناطق المملكة تزامناً مع عودة الحياة بشكلها الطبيعي. وتضمنت الإجرءات فتح المساجد قبل الأذان بوقت كافِ وإغلاقها بعد الصلاة ب30 دقيقة، مع الإبقاء على تقليل مدة الانتظار بين الأذان والإقامة إلى عشر دقائق عدا صلاة الفجر ب 20 دقيقة، ورفع المصاحف والكتب مؤقتاً، وإلزام المصلين على ترك مسافة متر ونصف بين كل مصلي وآخر من جميع الجهات، والتأكيد على إغلاق جميع برادات وثلاجات المياه، وعدم السماح بتوزيع المياه أو المأكولات في المسجد أو أي شيء آخر من طيب وسواك، وإغلاق دورات المياه وأماكن الوضوء. كما تضمنت التزام المصلين بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية من لبس الكمامة القماشية، وأن يكون الوضوء في المنزل، وعدم التزاحم عند دخول المساجد أو الخروج منها. وراعت الإجراءات النظر في جميع الجوامع التي يلاحظ فيها الازدحام وقت صلاة الجمعة وتحديد أقرب مساجد لها مهيأة لكي تقام فيها الصلاة على أن يتم فتح الجوامع قبل دخول الوقت بساعة وإغلاقها بعد الصلاة ب 30 دقيقة، وألا تتجاوز خطبة الجمعة مع الصلاة 15 دقيقة. وفتحت صوالين الحلاقة الرجالية وصالونات التجميل النسائية أبوابها أمام الزبائن اليوم، وفق بروتوكولات محددة من وزارة الشؤون البلدية والقروية، وحثت الوزارة الصوالين على استقبال الزبائن بحجز مسبق إن أمكن، والانتظار خارج الصالون أو تطبيق التباعد الاجتماعي. وأوضحت الوزارة أن واجبات العاملين تجاه الزبائن تتمثل فى استخدام أدوات حلاقة جديدة لكل عميل، وتقديم الخدمة لهم من قِبَل عامل واحد، والاقتصار على خدمات قص الشعر وحلاقة الذقن دون الخدمات الأخرى كتنظيف بشرة وخلافه. ودعت الوزارة العملاء إلى جلب أدوات الحلاقة الشخصية الخاصة بهم، وإلغاء جميع خدمات المساج في ظل الظروف الراهنة، وذلك فيما يخص صالونات الحلاقة الرجالي. أما عن صالونات التجميل النسائية، حددت عدة شروط أبرزها التزام النساء بغسل شعورهن قبل الذهاب للصالونات. وشددت البروتوكولات على عدد من الإجراءات الواجب الالتزام بها وتتمثل في التخلص من الأدوات المستخدمة بعد كل عملية، واستخدام أدوات جديدة لكل عميلة، والتزام العاملة بلبس كمامة عند غسل الشعر للعميلات. وتشمل الإجراءات أيضًا استخدام دروع الوجه أو النظارة خلال الغسيل وتنظيف الشعر والبشرة، وإلغاء جميع خدمات المساج أو حمامات البخار في الصالونات، وتقديم الخدمة للعملية من قِبَل عاملة واحدة، ومنع التناوب في الخدمة. وفي سياق متصل، أكدت الوزارة استمرار منع تقديم المعسل والشيشة في المقاهي، وإغلاق أماكن ألعاب الأطفال في المطاعم، كإجراء احترازي حفاظاً على صحة المواطنين والمقيمين. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الرياضة، عودة النشاط الرياضي للصالات والمراكز الرياضية، اليوم، ونشرت بروتوكولا مماثلاً يشمل عدة تدابير لعودة النشاط الرياضي في الصالات والمراكز الرياضية. وجاء في نص البروتوكول التالي: «وضع نقطة فحص عند جميع المداخل التي تتضمن قياس درجة الحرارة والسؤال عن الأعراض التنفسية، تدريب المسؤولين في نقاط الفحص على طريقة الفحص واستخدام جهاز قياس الحرارة، منع المشتركين أو اللاعبين الذين لديهم ارتفاع في درجة الحرارة من الدخول، عدم تمكين أي شخص لديه أعراض الإنفلونزا من العمل حسب تقرير الطبيب المُعالج، وفي حال وجود سكن للعاملين، يُفضل تجهيز غرفة عزل للحالات المشتبه بها في مقر السكن المخصص». وأضاف البروتوكول: «الإبلاغ عن الحالات التي تظهر بين العاملين ممن لديهم ارتفاع في درجة الحرارة أو أعراض تنفسية، بجانب تطبيق البروتوكول في حال تسجيل حالة مؤكدة». وأُعيد منذ اليوم، عرض الأفلام في صالات دور السينما في المملكة، مع التأكيد على ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد، بحسب ما أعلنته الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع. وأهابت الهيئة بجميع مشغلي دور السينما بالالتزام بما يتضمنه الدليل الإرشادي لعودة نشاط السينما من تدابير وإجراءات وقائية تسهم في الحفاظ على صحة وسلامة الزوار. ورفعت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، اليوم، نسبة حضور الموظفين لمقرات العمل إلى ما لا يزيد عن 75% في جميع مدن ومحافظات المملكة، وذلك مع استمرار العمل بتطبيق البروتوكولات الوقائية للقطاع العام للحد من انتشار فايروس كوفيد-19 التي تصدرها وزارة الصحة على موقع المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها (وقاية). وأضافت الوزارة «يستمر تطبيق الدوام المرن ليكون الحضور لمقر العمل خلال 3 أوقات في اليوم: تبدأ المجموعة الأولى ابتداء من الساعة 7:30 ص، وتبدأ المجموعة الثانية من الساعة 8:30 ص، أما المجموعة الثالثة فتبدأ من الساعة 9:30 ص، ويستمر الموظفون والموظفات من غير المشمولين بنسبة الحضور لدى الجهة الحكومية بالعمل، وفق أسلوب العمل عن بُعد، وتستمر الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة، حسب تصنيف وزارة الصحة بالعمل عن بُعد». ودعت الوزارة جميع العاملين في مقرات العمل في القطاعين العام والخاص، الالتزام بالبروتوكولات الوقائية، المنشورة على موقع المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها، وستوقع العقوبات النظامية بحق المخالفين للتدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية.