من المصادفات الغريبة، أن سعاد حسني، التي مر على وفاتها 19 عاماً، انحصرت حياتها بين شاعرين، الأول مكتشفها المصري عبدالرحمن الخميسي، والثاني آخر من كتب قصيدة رثاء في وداعها السعودي غازي القصيبي، الذي وصفها ب«كاملة الأوصاف». ولم يتوقع الراحل الخميسي أن بنت ال16 عاماً التي اختارها لبطولة فيلم «حسن ونعيمة» عام 1959 ستصبح سندريلا الشاشة العربية على مدار 3 عقود، لا سيما أن سعاد المولودة لأب شامي وأم مصرية بالقاهرة في 26 يناير 1943، والمتوفاة بلندن في 21 يونيو 2001 عن 58 عاماً، لم تعرف من قبل سوى أنها الشقيقة الصغرى للمطربة نجاة الصغيرة. غير أنها أتقنت التمثيل والغناء والاستعراض، ما أهلها لحصد لقب «السندريلا» في احتفالية مئوية السينما المصرية عام 1966، لتتناصف المركز الأول مع فاتن حمامة كأفضل ممثلة في القرن ال20، إثر اختيار النقاد 8 من أفلامها كأفضل 100 فيلم مصري، كما نالت العديد من الجوائز، وكرمت من الرئيس المصري الراحل أنور السادات في احتفالات عيد الفن عام 1979. وانفردت السندريلا بثناء ومديح الشعراء والأدباء، إذ رثاها السفير الوزير الشاعر الراحل غازي القصيبي بقصيدة بعنوان «سعاد» قال فيها: كان الغروب يخنق المدينة.. يغتال روح لندن الباردة الحزينة// يلطخ البيوت بالأنينْ.. يقتلُ كلَّ من يراه في الطريقْ// وكنت أخشي أن يزور شرفتي.. وأن يمدّ ظفره الأسودَ في عيني ويسرقَ السوادْ// وأن يمدّ نابه الأسودَ في صدري ويعصر الفؤادْ// وفجأة.. لمحتُ في الشارع حشد المعجبين// تفجَّر الشارعُ بالهُتافْ.. سعاد! يا سعادْ! يا أنتِ! يا كاملة الأوصاف! وشتعلتْ لندنُ مثلَ ليلةِ الزفافْ. وتابع: «غني لنا.. أيتها الأميره! أشدو.. ويسري اللحن في النسيمْ.. لحني القديمْ.. عبدالحليم! نريد منك رقصة.. أرقصُ كالفراشة الصغيره// اعلّق الجمهور في الضفيرهْ.. وأسمعُ الهتافْ.. اقتربي.. جمهورك القديمْ يريد أن يراكِ من قريبْ.. ليختتم: «لم يخجل الغروبُ.. وهو يقتلُ الأميرهْ».