أكد مدير إدارة الغابات والتشجير بوزارة البيئة والمياه والزراعة الدكتور قتيبة السعدون أن الوزارة قامت بتعزيز حماية المراعي والغابات ومراقبتها من خلال توظيف (300) مراقب بيئي مدعومين بدوريات مجهزة، وتعمل حالياً على حماية وإعادة تأهيل (60) ألف هكتار من أراضي الغطاء النباتي. وقال الدكتور السعدون إن هناك مشاريع وحملات تشجير لاستزراع أكثر من (10) ملايين شجرة محلية ملائمة لكل منطقة في المملكة، إضافة إلى مليوني شجرة مانغروف على ساحل البحر الأحمر وتشجير ملايين عدة بالتعاون مع الشركاء والجمعيات والروابط البيئية، كما تعمل على إنتاج (9) ملايين شتلة حرجية، ومليوني شتلة رعوية في مختلف أرجاء المملكة، إضافة إلى نثرها (3) أطنان من بذور الأشجار والشجيرات المحلية؛ بهدف إثراء مخزون تربة الغابات والمراعي من البذور واستعادة حيويتها ورفع قدرتها الإنتاجية. وأشار السعدون إلى أن الجهود، بدعم قوي من حكومتنا الرشيدة للشأن البيئي، قد خطت وتخطو خطوات عدة لمكافحة التصحر وتنمية الغطاء النباتي وحماية المراعي الطبيعية، ومن ذلك صدور قرارات مجلس الوزراء بإنشاء المراكز الوطنية البيئية ال5، ومنها المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر الذي أنيط باختصاصاته المسؤولية عن كامل الغطاء النباتي في المملكة العربية السعودية من المراعي والغابات وإدارة وتطوير المتنزهات الوطنية وسبل مكافحة التصحر. كما اعتمدت الإستراتيجية الوطنية للبيئة والإستراتيجية الوطنية للمراعي الطبيعية من مقام مجلس الوزراء، وأصدرت الدولة العديد من الأوامر والقرارات الداعمة للمحافظة على الشأن البيئي واستعادة التوازن للغطاء النباتي الطبيعي كإيقاف دخول الرعاة والمواشي للمملكة من الدول المجاورة بدءاً من 1 / 1 / 1440ه. وطالب الدكتور السعدون بأهمية تعاون الجميع للقضاء على أسباب التدهور البيئي بالمملكة، التي من أهمها الرعي الجائر فوق طاقة المرعى غير المستدام، والأساليب الزراعية الخاطئة، والاحتطاب الجائر، والتمدد الحضري والتنموي غير المرشد، إضافة إلى الاستخدام غير المرشد للمياه، والممارسات السلبية أثناء التنزه، مشيرا إلى أن الصحراء هي كل أرض قاحلة تتميز طبيعيا بقلة وندرة ومحدودية تنوعها البيولوجي نظراً للظروف البيئية التي تحكمها كنوع تربتها وفقر محتواها المائي وقسوة وتباين مناخها، ونراها في بقاع كثيرة من العالم، وقد خلقها الله بهذه الطبيعة، أما ظاهرة التصحر فهي حالة خلل وصفية عن تحّول مواصفات الأراضي المنتجة والمتزنة بيولوجيا إلى ما يشبه صفة الصحراء الطبيعية، وذلك بفقدانها المصادر الوراثية الحية التي تعيش فيها (النباتات الرعوية والأشجار والبذور وسلسلة الأحياء الأرضية والطيور) لأسباب عدة، منها الممارسات البشرية كرعي المواشي بأعداد كبيرة جدا تفوق حاجاتها الغذائية وإنتاجية المرعى وكذلك الاحتطاب الجائر للأشجار البرية، خصوصا الصحراوية، والمشاريع التنموية غير المرشدة كالتمدد السكني غير المخطط داخل مناطق الغابات المؤدي لإزالة آلاف الهكتارات من أشجار الغابات، خصوصا في المرتفعات الجبلية، ومعها تزال مجاميع الطيور والكائنات الحية الفطرية التي اتخذت تلك الغابات موئلاً لها على مدى آلاف السنين، وكذلك فتح الطرق العشوائي في مناطق الغابات وتجزيء وتباعد الغابات وتراكم نفايات بعض المتنزهين غير المبالين بالمحافظة على البيئة وغيرها من صور التلوث، وبروز ظاهرة حرائق الغابات، ومن جانب آخر تزيد آثار التغير المناخي العالمي كموجات الجفاف وقلة الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة من قسوتها على البيئات المتصحرة مما يعرض تلك الأراضي إلى مزيد من التدهور في التربة والمخزون المائي وبقاء الغطاء النباتي وانعدام فرص الحياة للتنوع البيولوجي.