تفاقمت أمس (الثلاثاء) المخاوف من موجة وبائية ثانية، إثر تزايد عدد الإصابات الجديدة في الهند، والصين، وكوريا الجنوبية، والولاياتالمتحدة. وفي الهند، تزايدت الانتقادات لانعدام الأسرّة في مشافي العاصمة نيودلهي. وشكا عدد من العائلات من أنهم اضطروا إلى الذهاب إلى عدد من المشافي بحثاً عن أسرّة لمرضاهم المصابين بكوفيد-19. وشكا آخرون من أن مرضاهم أهملوا في ممرات مشاف حكومية. وأشار آخرون إلى ترك جثث بعض المرضى مهملة في ردهات المستشفيات؛ ما اضطر المحكمة العليا إلى إصدار أمر لحكومة الولاية بستر تلك الجثامين. وقفز عدد المصابين بفايروس كورونا الجديد في نيودلهي (الإثنين) إلى 41 ألفاً، فيما وصل عدد المصابين في عموم الهند إلى أكثر من 332 ألفاً. ويوجد في نيودلهي 108 مشافٍ حكومية وخصوصية. لكن 25 منها تقول إنه لا توجد لديها أسرّة. وقال مسؤولو المجلس الهندي للأبحاث الطبية أمس إن الهند لن تبلغ ذروة موجتها الوبائية الحالية حتى نوفمبر 2020. واضطرت السلطات في نيودلهي أمس الأول إلى تحويل 500 من عربات قطارات السكك الحديد إلى مستشفيات مؤقتة. وفي الصين، أعلنت السلطات 36 إصابة جديدة بكوفيد-19 (الإثنين)، ليرتفع الإجمالي منذ الخميس الماضي إلى 79 إصابة. واضطرت السلطات أمس (الثلاثاء) إلى إغلاق 11 سوقاً للخضراوات واللحوم المذبوحة، بعد ظهور حالة جديدة في سوق أخرى، لا تبعد كثيراً عن سوق تشينفادي للخضراوات التي شهدت الإصابات الجديدة خلال اليومين الماضيين. وذكرت السلطات أنها أمرت بالإغلاق الكامل لنحو 30 من أحياء بكين. وتواجه الصين مشكلة أصعب، تتمثل في تمدد الإصابات الجديدة إلى خارج العاصمة، إذ بلغ عددها في محيط بكين 106 حالات، طبقاً لبلومبيرغ. ويخشى أن تؤدي الإصابات الجديدة، وقرارات الإغلاق التي تلتها إلى تهديد توجه بكين لإعادة تشغيل اقتصادها، خصوصاً في العاصمة. وأعلنت السلطات الصينية أنها تملك طاقة لفحص 90 ألفاً من السكان يومياً في بكين. وزادت أنها فحصت 70 ألفاً الأحد الماضي. وفي الولاياتالمتحدة، تواصل ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بوباء كوفيد-19 في عدد من الولايات، ما قد يهدد مساعي واشنطن لاستئناف النشاط الاقتصادي في البلاد. وأعلنت ولايتا تكساس وفلوريدا عدداً كبيراً من الإصابات الأحد الماضي. كما أبلغت ولايتا كاترولينا الشمالية وأريزونا عن إصابات متزايدة. معززاً ذلك المخاوف لدى مسؤولي الصحة العمومية من أن الاندلاع الوبائي الجديد يعزى إلى قرار إعادة استئناف النشاط الاقتصادي في تلك الولايات. وفي كوريا الجنوبية؛ حذر أستاذ مكافحة السرطان في المركز الوطني للسرطان كي موران أمس الأول من أنه ما لم تحرص السلطات على التشدد في إنفاذ تعليمات التباعد الجسدي، فإن كوريا الجنوبية قد تشهد 800 إصابة جديدة بكوفيد-19 بحلول يوليو القادم. وأضاف كي موران أنه إذا استمر معدل الإصابات الجديدة بوضعه الحالي، فسيرتفع عدد الحالات الجديدة الى 254 يومياً بحلول 25 يونيو الجاري، ثم إلى 826 إصابة يومياً بحلول 9 يوليو القادم. وأوضح أنه حتى في حال نجاح السلطات في خفض معدل التفشي، من خلال الإجراءات الاحترازية، فإن حده الأدنى سيصل إلى 23 حالة جديدة بحلول 25 يونيو، تنخفض إلى 4 إصابات يومياً في 9 يوليو القادم. وتقول السلطات إنها تتعامل حالياً مع ما لا يقل عن 50 إصابة جديدة يومياً.