في الوقت الذي أعلنت الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تفاصيل العودة إلى المساجد والجوامع، بعد الأمر الملكي برفع إيقاف صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض بمساجد وجوامع السعودية ما عدا -مدينة مكةالمكرمة. وفتح المساجد قبل الأذان ب (15) دقيقة وإغلاقها بعد الصلاة ب (10) دقائق، مع الإبقاء على تقليل مدة الانتظار بين الأذان والإقامة إلى (10) دقائق، إضافة إلى فتح النوافذ والأبواب من دخول الوقت إلى نهاية الصلاة، ورفع المصاحف والكتب بشكل مؤقت، وإلزام المصلين على ترك مسافة بمقدار مترين بين كل مصلٍ، وترك فراغ بمقدار صف بين كل صفين، والتأكيد على إغلاق جميع برادات وثلاجات المياه، وعدم السماح بتوزيع المياه أو المأكولات في المسجد أو أي شيء آخر من طيب وسواك، وإغلاق دورات المياه وأماكن الوضوء. هذه الضوابط تتطلب من جميع المصلين مرتادي المساجد العمل بروح الفريق الواحد والحس بالمسؤولية وأن لا تُلقى المسؤولية على الأئمة والمؤذنين والمسؤولين عن رعاية المساجد؛ فكل مصلٍ مسؤول عن تنفيذ هذه الضوابط وتحقيقها حتى تتحقق المصلحة وتبقى أبواب المساجد مشرعة وعامرة بالصلاة والخشوع والدعوات وحتى تهوي أفئدة المسلمين من كل فج عميق للبيت العتيق وتعود المشاهد الإيمانية للطائفين والعاكفين والركع السجود. ولا ننسى دور الجمعيات الخيرية في مواصلة دورها تجاه بيوت الله بعد فتح أبوابها للمصلين في إطار رسالتها؛ حيث المطلوب منها في هذه المرحلة دعم المساحد بالتعقيم والتطهير وتأمين أدوات النطافة والتي تسهم في تحقيق أقصى درجات الحماية لأجواء المساجد، وكذلك تنفيذ البرامج التطوعية للعناية بنظافة المساجد وحماية المصلين من احتمالية انتقال العدوى. وأيضاً دور علمائنا الأفاضل ومنابر مساجدنا في تثقيف المجتمع بسماحة الدين الإسلامي ومقاصده العظيمة في تقديم سلامة النفس وحمايتها على أي شيء، وخصوصاً تكثيف إرشاد الناس على استبعاد حضور كبار السن وذوي الأعذار الصحية والأطفال حرصاً على عدم تعرضهم لانتقال الفيروس إليهم وسلامتهم من خطورة العدوى خاصة وأن الفيروس خطورته مازالت قائمة وتستوجب الاحتراز والحذر واتخاذ أقصى درجات الأمن والسلامة. ومن رأيي دور إمام المسجد والمسؤولين عنه والدولة قبلهم في حماية المصلين دور ثانوي، ويقع الدور الأساسي والأعظم على المصلين أنفسهم ومدى التزامهم بالاحترازات الوقائية وعدم التراخي معها بحجة «الله الحافظ».. نعم الله الحافظ ولكن احفظ نفسك والله معك. كاتبة سعودية monaotib@ [email protected]