أتحدث عن عيد «عكاظ» الستيني وبين يدي العدد الأول الصادر في الثالث من ذي الحجة 1379ه. ومكتوب في ترويستها صاحب الامتياز أحمد عبدالغفور عطار والمدير العام عزيز ضياء، وكان الترخيص على أن تكون مجلة باسم الطائف. وكتب عليها أنها تصدر من الطائف والطائف رخا. وبالنقاش بين العطار وعلي فدعق تم الاتفاق على اسم «عكاظ». كانت بداية متاعبها كونها تنتسب لمدينة الورد وصاحب الامتياز مقيم في مكة والصحيفة تطبع وتوزع في عروس البحر الأحمر. وأتصور أن اختيار الطائف كان عن قصد لأن سوق عكاظ في الطائف ولكون جدة بها صحيفة البلاد ومكة بها أم القرى والمدينة بها المدينة. ولم تنته أسابيع حتى انتهى دور عزيز ضياء بصورة توحي بالتبرؤ منه، وكتابة ما يفيد أنه لا يمثل الجريدة. وكتب في العدد الأول عباس محمود العقاد مقالة بعنوان (اللغة الشاعرة) ومن كتابها عبدالله عبدالجبار وحسين عرب وحسين سرحان وغيرهم. ونشرت نصوصا من الشعر الغربي ترجمة عبدالرحمن الخميسي، وفي عددها الثامن كتب عزيز ضياء مقالة (كلمة حق) دفاعاً عن أحمد عبيد لكتابته مواضيع جريئة، ثم نشرت مقالاً بعنوان (وسام الشعب) تهديه لمدير عام شؤون الزيت والمعادن عبدالله الطريقي، لدوره في إيضاح الحقائق عن شركات البترول في مؤتمر بيروت، إذ لفت أنظار المشاركين إلى الكفاءة السعودية، وفي عددها الرابع والتسعين عام 1381ه، حل اسم محمد حسن عواد محل اسم عزيز ضياء. وشن محمد أحمد باشميل هجمة شعواء حد التكفير في العدد 173 ضد الشاعر محمد فهد العيسى بسبب صدور ديوانه (ليديا) وبصدور العدد 196 في الثامن والعشرين من شوال 1383ه، توقفت الصحيفة لانتهاء حقبة صحافة الأفراد. وجاءت حقبة صحافة المؤسسات ليصدر العدد الأول في الثاني عشر من جمادى الثانية 1384 ه. ورئيس التحرير محمود عارف، وجاء في ثمان صفحات، وبرزت ظاهرة الكتابة بأسماء مستعارة (شريفة العبدالله، عبدالله المكي، عبيد الحازم). واختار العطار الكتابة باسم عبيد الحازم. وأبو زامل جميل منصور، والمقنع محمد صالح باخطمة. ثم تولى رئاسة التحرير عبدالله عمر خياط، ثم في عام 1391 أصبح مسؤول التحرير عبدالله أحمد الداري. وأعقب ذلك تولي الدكتور هاشم عبده هاشم فشهدت نقلة نوعية وغدت صحيفة منافسة. وبدأت عهد انتشار واسع شمل المدن والقرى. وبدأت علاقتي بها عام 1419 عندما تم تكريم الراحل عبدالعزيز مشري في جمعية الثقافة والفنون في منطقة الباحة.