العالم أجمع شهد ويشهد التغيرات الكبيرة والأساسية التي أحدثها ملك الحزم والعزم حفظه الله لإعادة هيكلة الدولة من وزارات وهيئات ومؤسسات، لعل الأبرز منها الانطلاقة بتأسيس النيابة العامة ورئاسة أمن الدولة وقرار ولاية العهد وما لحق بها من تعديلات جذرية كان آخرها تأسيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد. نعم ولاية للعهد هي مثال حقيقي لمعايير وأسس اختيار الأنسب والأقدر والأكفأ لملوك المملكة القادمين في المستقبل. نعم ليست مجرد ولاية عهد فقط بل هي نموذج مثالي في القيام بالمهام التي تطلبتها مرحلة إعادة تأسيس الدولة وأجهزتها ورفع ما شابها من ترهل وخمول لتصحيح المسار والنهوض باقتصاد الوطن وحماية أمنه. لذلك سيسجل التاريخ بحروف من ذهب ما قام به الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسيشهد المستقبل بطاقات من نور ما فعله منذ توليه الحكم في إعادة تثبيت ركائز الدولة وترسيخ أسسها لتتوافق مع الأسس التي وضعها الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله. فبعد أن عايش ملكنا المفدى الملك المؤسس والملوك السعوديين واحدا تلو الآخر وكان قدره أن يكون عضدهم الأيمن طوال العقود الماضية بكل الكفاءة والاقتدار وساهم في مراحل نهضة المملكة لعدة عقود وشارك فيها، ها هو اليوم بعد أن قدر له أن يكون آخر الملوك من أبناء المؤسس أن يقود نهضة كبرى ليست فقط لتثبيت أركان الدولة ولكن لتحقيق الرؤية السعودية في العمق العربي والإسلامي لتهيئة السعودية لعقود قادمة إن شاء الله في عزة وكرامة وركيزة من ركائز السلام وقوة استثمارية رائدة في الاقتصاد العالمي. وبمتابعة ولي العهد رأينا تغيير سياسات المملكة المالية والأمنية والدفاعية والعسكرية، وإعادة دفع عجلة الاقتصاد ليكون مبنيا على الحوكمة، والترشيد ودعم صندوق الاستثمارات العامة وتحقيق التوازن المالي وهيكلة اقتصاد جديد في قطاعات حديثة مثل الرياضة والسياحة والترفيه، وإنشاء المدن الجديدة مثل جزر البحر الأحمر والقدية والفيصلية وغيرها من المشاريع العملاقة التي أُعلن عنها، هذه التغييرات من أجل مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. لذلك فإن وجود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد ليضع معايير أداء رجال الدولة وأمراء المناطق والوزراء حيث العمل والجد والاجتهاد هو ديدن الدولة ومؤسساتها، والاستمرار فقط للناجحين الذين يبذلون الوقت والجهد لخدمة الدين والوطن، ولذلك فالعالم يشهد ريادة المملكة في جميع المجالات والقطاعات ليس فقط سياسياً أو اقتصادياً بل ريادة على مستوى G20 للدول والمسارات والأهم اليوم في كيفية معالجة الجائحة حماية للوطن والمسلمين والعالم جعلت المملكة الأفضل عالمياً في معدلات التعافي من الفايروس وجعلت العالم يأخذ بالأسلوب السعودي لمعالجة الجائحة، حيث حزم الدعم والحماية للاقتصاد والوظائف ومعالجة الأجنبي كما أبناء الوطن وحتى المخالفين منهم وكل ذلك في مملكة الإنسانية والإنسان الذي أكد عليه ولاه الأمر حفظهم الله بأن الإنسان هو أساس الثروة في الوطن وليس البترول الذي كسبنا معركة الحصص والأسعار على المستوى العالمي على المدى القريب والبعيد ونجحنا في رهان الاستثمارات الدولية لدعم المالية والميزانية العامة على المدى الطويل نجاحات ورؤية يخططها القائد سلمان بن عبدالعزيز وينفذها ولي العهد الأمين في أكبر وأضخم ورشة إصلاح وتنمية تمر على البلاد بروح الشباب وحماسهم، ولذلك لا نملك في هذه المناسبة بمرور ثلاث سنوات على ذكرى بيعة سمو لي العهد سوى أن نقول: شكرا سلمان وشكرا محمد بن سلمان حفظكم الله. وكل عام ووطني المملكة العربية السعودية بألف خير. كاتب سعودي majedgaroub@