أكد كبير مستشاري وزير البترول وأستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا عضو المجلس الاقتصادي الأعلى الدكتور محمد سرور الصبان أن رجل الأعمال السعودي صالح كامل ساهم في بدايات التنمية الاقتصادية في المملكة من خلال تبني مشروعات كبرى حققت الكثير من النفع للوطن، وساهمت في تشغيل الآلاف من العمالة السعودية. وقال الصبان: «رحم الله الشيخ صالح كامل، فقدنا علما من أعلام الاقتصاد في بلادنا الحبيبة، فقد ساهم في إنشاء مركز الاقتصاد الإسلامي في جامعة الملك عبدالعزيز فتكفل ببنائه واستقطاب الباحثين وأقام مؤتمرات عديدة من خلال هذا المركز، إلى أن تحققت له الاستقلالية وأصبح رافدًا يعمل على تطوير العمل الاقتصادي الإسلامي، كما لا ننسى مساهماته في بناء القاعدة الإعلامية من خلال قنواته الإعلامية والتي ساهمت في بناء الوعي الإسلامي من خلال قناة اقرأ، والوعي الرياضي من خلال مختلف القنوات». وزاد: «صالح كامل مآثره لا تحصى، إسلاميا واقتصاديا واجتماعيًا، ودوره البارز في تفعيل الغرفة التجارية الإسلامية ودوره في رئاسة غرفة جدة في عصرها الذهبي الذي لا ننساه». من جهته، وصف نائب رئيس الغرف السعودية الأسبق خالد السيف الراحل صالح كامل ب«النموذج» و«المثالي» في الوطن العربي، قائلا: لا يمكن أن أنسى زيارته وتشريفه لمنتدى حائل للاستثمار كونه كان رئيس غرفة جدة، فكان علامة مضيئة للاقتصاد السعودي ورجل الأعمال الذي يعرف كيف كان يتعامل مع الاستثمار والاقتصاد والمصرفية الإسلامية بصورة دقيقة. وأضاف السيف: «أرسى العمل المؤسسي في المصرفية الإسلامية، بل لم يُخفِ تفاؤله يوماً من الأيام بمستقبل مشرق وواعد للاقتصاد السعودي، فهو سليل أسرة سعودية عريقة في مجال التجارة أثمرت العديد من الشركات التي ساهمت بدورها في بناء اقتصاد الوطن من خلال التوظيف والتشغيل، ومن خلال ابتسامته المعهودة كان يرسم الفقيد خارطة طريق للتعامل مع الملفات المعقدة بحكمة المخلص لوطنه». وزاد: «ترك الفقيد خلال مسيرته الطويلة آثارا واضحة، فهو السعودي الوحيد الذي طرق الاستثمار في كل أقسامه في العقارات والإعلام والسياحة والنقل والصحة وهو من الشخصيات الاقتصادية، استطاع التعامل بمهنية فائقة وحس وطني عالٍ مع تداعيات أزمة اقتصادية متعددة، حيث عمل الفقيد على دعم السعوديين والسعوديات في كل المجالات». بدوره، عبر رئيس غرفة حائل عبدالله العديم عن حزنة الشديد على الفقيد صالح كامل، قائلا: «عاصرت الفقيد في فترات سابقة الأولى في رواد أعمال غرفة حائل والثانية كنت نائب رئيس الغرف السعودية وهو رئيس غرفة جدة حينها، فقد أكدت الأيام أنه صاحب خبرة وحنكة في التعامل مع كل الظروف المالية والسياسية والاقتصادية». وأضاف: «التاريخ لن ينسى ما فعل الراحل في دعم رواد الأعمال فقد كان خلوقاً واسع الأفق، له نظرة شمولية في مُعالجة القضايا التي كانت تُطرح عليه من وقت إلى آخر، على المستويات الاقتصادية»، منوهاً إلى أن بصمته كانت واضحة منذ أن كان رئيساً للغرف السعودية. وأشار إلى أن الراحل ظل في حياته وحتى مماته صاحب الأيادي البيضاء، فهو ذو بصمة إيجابية مؤثرة في أي قضية تقع عليها عينه، مضيفا: السعودية والغرف السعودية فقدت رجلاً حكيماً متوازناً ومتواضعاً مع جميع الناس، وكشف أن له مواقف شخصية معه يشهد له فيها كانت صادقة ونابعة من محبة، عندما لجأ إليه بالنصح وكان حريصاً على المصلحة العامة، فقد كان الاقتصادي المُحنك، والاجتماعي الذي لا يُضاهى بقدرته على تقريب وجهات النظر وحل الإشكالات التي كانت تُعرض عليه مستغلاً سمعته الطيبة في هذا الشأن. وأوضح نائب رئيس الغرف السعودية أن الراحل كان ذو دهاء كبير وقدرة فعالة على تناول ما يُطرح على طاولته من شؤون وملفات وإيجاد حلول سريعة وجذرية له، وكان حريصاً على التعامل بوضوح مع أي أزمة وإيجاد المواجهات الفنية اللازمة لها. وأضاف: العظماء أمثال الفقيد سينصفهم التاريخ، فعطاؤه كبير وبصماته سجلها الزمن في كل ميادين الاقتصاد، حيث كان يمتاز بسعة الصدر والصبر والحكمة، وبُعد النظر والجرأة وحسن الإدارة ودبلوماسية سيذكرها التاريخ. من جهة أخرى، قال رجل الأعمال زياد الجمعية إن الاقتصاد الإسلامي والعربي والسعودي فقدوا هذا الرجل الكبير، بخبراته سواء على صعيد الاقتصاد أو السياسة أو التجارة، مضيفاً أن رحيله خسارة كبيرة للجميع. ولفت الجمعية إلى أن الراحل له تاريخ كبر وطويل في بناء الشركات الوطنية المهمة والوصول بها إلى مصاف الدول المتقدمة، مشيرا إلى أن فقدانه يعد خسارة ضلع مهم من أضلاع الاقتصاد الإسلامي.