بعد الصدمة وحالات الغضب والاستنكار والاستهجان الشديدة التي اجتاحت أوساط الشعوب العربية، ومواقع التواصل الاجتماعي، وتدشين ناشطين في السعودية ومصر والبحرين والإمارات أكبر حملة مقاطعة لتطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»، احتجاجا على اختيار الإخوانية توكل كرمان ضمن مجلس الإشراف العالمي لمراقبة المحتوى الجدلي على المنصتين، ومطالبة عشرات الآلاف من المتداولين، بينهم نخب خليجية وسعودية ومصرية، مغادرة المنصتين، مؤكدين أن اختيار كرمان سيسهم في توغل الفكر المتطرف والإرهاب على محتويهما، معتبرين أن اختيار كرمان بمثابة مكافأة على إحداث فوضى خلاقة في بلادها، وتمكين جماعة الحوثي المتطرفة من العبث وتدمير اليمن؛ وجه الكاتب السعودي زيد الشكري 5 أسئلة للمركز الإعلامي ل«فيسبوك»، اشتملت على عدد من الاستفسارات، طالبا الإجابة عنها. المفاجأة أن إدارة «فيسبوك» الإعلامية ردت على الكاتب الشكري مباشرة، موضحة أن القرارات لا تتخذ بشكل فردي، وأنهم عندما أنشأوا المجلس توقعوا أنهم سيتلقون اعتراضات على الأسماء، وأن الأسماء تم اختيارها بناء على خبرتها الرقمية ومعرفتها بالحوكمة ونشاطها في دعم حرية التعبير والمساواة. فما كان من الكاتب الشكري إلا أن قام مرة أخرى بالرد، وطلب إجابات أكثر تحديدا، وعاد إلى طرح الأسئلة من جديد بصيغ مختلفة، منتظرا الإجابة. وتضمنت الأسئلة: ما المعايير التي تم بناءً عليها اختيار توكل كرمان، هل روعي في اختيار العضو التدقيق في خلفياته السياسية وانتماءاته الحزبية أو أفكاره المتطرفة؟ إذا كان كذلك، ما هي خلاصة الشبكة بخصوص كرمان، ما معايير التحقق من عدالة رأي العضو في المحتوى الخاص بالمنطقة واللغة التي ينتمي إليها، هل يتم الاكتفاء بتفسير العضو وتقييمه وترجمته الخاصة بالمحتوى المتعلق بلغته الأم، هل يستطيع عضو المجلس اتخاذ القرارات الخاصة بالمحتوى لوحده منفردا، كيف يمكن تطمين الجمهور والنقاد ومستخدمي الشبكة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذين عبروا عن قلقهم من وجود كرمان في هذا المجلس، خصوصا في السعودية ومصر، حيث تتصدر الدولتان أكبر مشتركي «فيسبوك» في المنطقة؟ وفي سياق مقال له نشر في «عكاظ» أخيرا، قال الشكري: «أبسط إنسان يطلع على حسابات توكل كرمان على الشبكات الاجتماعية سيجد كماً هائلاً من المحتوى الذي يعج بالتحريض على الإرهاب والخراب والدعوة إلى الأفكار المتطرفة والمسمومة، ناهيك عن الشتائم والسب واللغة السوقية في التعبير عن الأفكار والمواقف». وأضاف الشكري في مقاله: «يجب أن يكون لدينا عمل مؤسس يتابع مثل هذه الأحداث، ويحدد آلية التعاطي معها ويواجهها، ولا أقصد بالعمل المؤسس الجهات الرسمية بل عبر خلق الكيانات ذات الطابع المدني أو غير الربحي التي تستطيع أن تتحرك وتتفاعل بمرونة مع مثل هذه الظواهر، كما لا يجب التقليل من فكرة التعبير عن «الاعتراض»، خصوصا عند التعامل مع المؤسسات الغربية، فلها أثر كبير جدا، والهدف من الاعتراض ليس فقط الحصول على استجابة أو أن يقوموا بتغيير أو تعديل، بل لوضعهم تحت الضغط، ولفت انتباههم إلى احتمالية وقوع ما تم الاعتراض عليه، لدفعهم نحو مضاعفة آليات التدقيق والتحقق والتنبه إلى أهمية فحص أي رأي أو قرار قد تساهم به مثلا توكل كرمان عندما يتعلق المحتوى بالمملكة أو العالم العربي. عندما قمت بمراسلتهم، لم أكن بالطبع أتوقع أو أتخيل أنهم سيقومون بطرد كرمان من المجلس لمجرد اعتراض، لكن على الأقل للفت الانتباه، خصوصا في حال ورود استفسارات متكررة وملاحظات مشابهة». ولفت بقوله: «أعتقد أننا لولا التهاون والتفريط بتعبيرنا عن «الاعتراض» والمواجهة في مثل هذه المسائل، لما رأينا جرأة عدد من المؤسسات والجهات التي تدعي أنها إعلامية وحقوقية في الفجور والمبالغة عند تناول أي موضوع يخص السعودية، بل وستحسب ألف حساب عندما يتعلق الأمر بالسعودية. كل ما نحتاجه هو التواصل والتوضيح والاعتراض، بغض النظر عن مآلات الموضوع وما ينتهي إليه، لأن الهدف هو أن تقول أنا أتابع كل ما تقومون به».