في ظل تزاحم المعلومات والأخبار في منصات التواصل وما لها من تأثير على طلابنا، تتضح أهمية تكاتف الإعلام والتعليم في رفع مستوى الوعي المعلوماتي، وهنا أنقل لكم مشاهداتي من واقع إحدى المدارس الأمريكية في ولاية كانساس. صممت CNN10 فيديو مدته 10 دقائق من الأخبار الأمريكية والعالمية ليعرض على طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية. تتنوع الأخبار بين الصحي، الرياضي والسياسي. تقتصر الدقائق العشر على التعريف بالخبر دون التعبير عن توجه القناة، أي أن جميع الأخبار تسرد بأسلوب حيادي ليتلاءم والتنوع في المجتمع الأمريكي. ولاحظت أن المعلم قبل عرض الفيديو يبدأ بسؤال الطلاب عن معلوماتهم السابقة بخصوص المواضيع التي سوف تعرض بتقرير اليوم. ماذا لو تبنت القنوات السعودية هذه المبادرة وأنتجت برنامج (السعودية 10) موجهة لطلاب المملكة؟ • مثل هذه المبادرات ستثمر في الآتي: - رفع مستوى الاطلاع وتعزيز الوطنية: تزويد طلابنا بالمعلومات التي تضمن اطلاعهم على منجزات الوطن بمصداقية عالية، ورفع مستوى اطلاعهم على الشؤون المحلية والعربية والعالمية، وتعريفهم بالشخصيات السعودية الملهمة بعيداً عن الحسابات المعادية، يعزز لديهم الانتماء والوطنية. - تعزيز ثقافة المصدر الموثوق: ثقافة المصدر الموثوق لدى طلابنا محصورة في المتداول بين الأصحاب والأقارب في منصات التواصل. ستعمل مثل هذه المبادرات على توعية الطلاب بأهمية الحسابات الرسمية والأمن المعلوماتي للمملكة. - اكتشاف الحالات التي تحتاج إلى تدخل: لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير سلبي على تفكير وثقافة الطلاب من خلال المعلومات التي قد تحيد بهم عن نهج الوطن. قد تساعد مثل هذه المبادرات على اكتشاف بعض التوجهات المخالفة لدى الطالب حتى يتم علاجها، والعمل على تثبيط مصدرها إن كان من خلال الإنترنت أو أحد الأقارب أو الأصدقاء. • في مثل هذه المبادرات يجب مراعاة: - مناسبة المحتوى للمرحلة العمرية: خالية من العنف بعيدة عن المفاهيم المعقدة، تتلاءم وسيكولوجية الطلاب. - الاختيار الأمثل للمعلم المسؤول: ملاحظة السلوك والآراء الناتجة عن الطلاب تتطلب معلماً ذا مهارات كمهارات الأخصائي الاجتماعي أو المرشد الطلابي. - ألا تتحول إلى محتوى استعراضي: يجب أن تستمر المبادرة بكونها فاعله ببساطتها، وأن تبتعد عن التكلف الذي ينقلها من تفعيل هادف إلى تفعيل شكلي أو لهدف التوثيق فقط. أخيراً.. جهود المملكة على الشبكات العنكبوتية عالية المستوى، وتصديها للمعلومات المضللة بكل ما تمتلك من أمن سيبراني هو جهد مذهل. حان دور الإعلام أن يقف مع التعليم؛ لتحصين وتوجيه طلابنا ولو بعشر دقائق أسبوعية.