أطلق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) عددا من حلقات النقاش الخاصّة بالشباب، ضمن الفعاليات المصاحبة للمؤتمر السنوي لمؤسسة الفكر العربي «فكر17»، الذي انطلق أمس الأول، حيث أقيمت فعالية «مقهى الشباب»، وسط حضور رفيع المستوى من المفكرين والمثقفين والسياسيين، واستهلت حلقات النقاش بكلمة ترحيبية قدمها أمين عام مكتبة مركز (إثراء) طارق خواجي، مبينًا أن «فكر17» هذا العام يقام في إثراء وهي إحدى الشراكات النوعية التي يهتم بها المركز، الذي يقوم بثلاث مهمات رئيسة، هي رعاية الإبداع ونشر المعرفة والتواصل الحضاري والثقافي مع العالم. وتنوعت حلقات النقاش المطروحة على طاولة الخبراء والمختصين، حيث أوضحت عضو الفريق الاستشاري بالأمم المتحدة في تونس ناريمان دخيل، أن العرب يقرأون في المتوسط ست دقائق سنويا، بينما الغرب يقرأون بمعدل 200 ساعة سنويا، فيما يقرأ الطفل الأميركي ست دقائق يوميا، بينما يقرأ الطفل العربي ثماني دقائق سنويا، وبينت خلال حلقة نقاش بعنوان «ثورة الاتصالات وتراجع النخب الثقافية»، أن العالم يعيش في زمن متسارع ومتغير، تسعى فيه كل المجتمعات إلى مواكبة التطور والتقدم لتجاوز كل ما من شأنه أن يجعلنا بعيدين عن مجاراة العالم، لافتة إلى أن مواكبة هذا التسارع سيكون من خلال القوة البشرية التي تمثلها النخبة المثقفة التي كانت سيدة المشهد وبوابة المعرفة، ومن خلال النخب أُنتج مجتمع واع قادر على المشاركة والتنظيم والتحسين والإصلاح، وبعد بروز ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات انقلبت الصورة نسبيًا فلم تعد تلك النخب تتحكم في المشهد الثقافي. وشارك المهندس علي البحراني بورقة علمية تحت عنوان «نهضة العلوم ونهضة المجتمعات»، بين من خلالها أن نهضة العلوم بحاجة إلى عمل مؤسساتي ممنهج في الجامعات والمختبرات البحثية والمعاهد والمراكز في جميع القطاعات الحكومية والخاصة، وذلك للمساهمة في إعطاء المجتمع محتوى علميا رصينا من الدراسات والبحوث والمقالات والتجارب والبرامج، موضحًا أن هذه المقومات تنهج بالعلم من خلال المبادرات غير الربحية والخدمة المجتمعية. كما بين البحراني من خلال اطلاعه على المرصد الإحصائي الخاص بالمحتوى الرقمي العربي «مأرب»، أن الإحصاءات أوضحت أن أقل محتوى متوفر على «الإنترنت» هو المحتوى العلمي، يليه المحتوى العسكري، وأقل نسبة ظهور للمحتوى العلمي العربي هو بصيغة الفيديو، موضحًا الحاجة لتبسيط العلوم وإثراء المحتوى العربي العلمي على كل المنصات. فيما قدم حاتم أباعلو حلقة نقاش تحت عنوان «التعلم الذكي وتحديات التطبيق»، أوضح من خلالها عبر رحلة مرت بخمس محطات أساسية رصد بها حالة التعلم الإثرائي في العالم العربي وحلل أبرز تحدياته، مع المنصة التي تجمع أصحاب الخبرات والتجارب المختلفة من 15 دولة عربية، أتاحت له الخروج منها بحلول مبتكرة لمواجهة هذه التحديات ورصد الموارد والمصادر المتاحة بالمنطقة العربية الموجودة لدى الأطراف المعنية بتطوير التعليم، وتناول قصص النجاح المؤثرة في العالم العربي. وألقى عبداللطيف حسين من الملحقية الثقافية في سفارة جمهورية الصومال بالرياض، ورقة علمية تحت عنوان «التحديات والتحولات التي يشهدها العالم العربي»، ذكر من خلالها أن الشباب هم لبنات المجتمع، وهم الركيزة الأساسية له، مبينا أن معدل الشباب في المجتمع الصومالي يمثل 70%، وهم رواد التغيير لأنهم الطاقة الكامنة لبناء المجتمع.