نحن أبطال الصحة فخورون بأن نكون في الصفوف الأولى نحارب ونقاتل من أجل الوطن، المواطنون عامة والمرضى خاصة، نذهب صباح كل يوم إلى العمل ولا نعلم ما هو المكتوب؟ أسئلة تدور في عقولنا كل ثانية: هل سأصاب بالمرض وأكون جزءاً من إحصائية عدد الحالات اليوم أم سوف أنجو اليوم؟ عزلة تامة عن أهالينا وذوينا لخوفنا عليهم حتى لا يصابوا بالمرض، ندعو الله أن يكتبه في ميزان حسناتنا ونكون قدوة مشرفة لبلدنا وأنفسنا وعملنا وأهلنا، لا أعلم ولا أحد يعلم، فقط نستودع الله أنفسنا ونذهب بكل حب لإنجاز مهامنا التي أقسمنا أن نكون على قدر المسؤولية في جميع الأوقات وخاصة في ظل هذه الأزمة. الأزمة أشتدت، والأعداد في تزايد، ونحن مصرون ومقاومون بكل فخر، نسمع عن الأخبار كل يوم ولكننا مؤمنون بأنه ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا. صحوت على خبر إصابة صديقتي بفايروس كورونا، بالرغم من أننا نعالج المرضى ونحس بمعاناتهم ونبكي لبكائهم ونوجع لوجعهم، ولكن عندما يصاب لديك عزيز أو قريب تختلف لديك جميع المفاهيم والمشاعر وتصبح إنساناً آخر، لا تعلم ماذا تقول أو تفعل، تصاب بصدمة، بالرغم بأننا موقنون عند ذهابنا كل يوم بأن خطر الإصابة وارد في كل لحظة، ولكن عندما يحدث نقوم بالرفض وهذا من فطرتنا البشرية. وقتها بعد الصدمة بكيت بحرقة ومن ثم قمت بمواساتها بأنها قوية وسوف تعدي هذه المرحلة وتتخطاها وتصبح أقوى من قبل... انتِ قوية.. أنتِ بطلة، ستكونين فخورة بنفسك يوماً من الأيام عندما تتذكرين بأنك كنتِ في الصفوف الأولى التي تحارب المرض، والآن أصبحت مريضة بالمرض نفسه. كلمات كانت تخرج من قلبي بكل فخر وحب وحرقة في الوقت نفسه. صديقتي أميرة باعباد.. أنتِ قوية، وستظلين قوية كما عهدتك، مبتسمة، محاربة، لا يعرف الاستسلام إليك طريقاً.. هذه أنتِ.. اللهم ارفع البلاء عن مرضانا ومرضى المسلمين، واستودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه.