استغلت عصابة من اللصوص إجراءات الإغلاق الصارمة التي كانت سارية في نيوزيلندا لسرقة 97 سيارة كانت بداخل ساحة كبيرة مليئة بسيارات الإيجار المصانة جيدا والمعدة للانطلاق، وكلها غير مغلقة ومفاتيحها في داخلها. وبدأت العصابة باختراق سياج شركة لتأجير السيارات في مدينة أوكلاند وأزالوا بوابة باحة وقوف السيارات وبدأوا بقيادتها إلى الخارج الواحدة تلو الأخرى. وكانت شوارع نيوزيلندا شبه مهجورة نتيجة إجراءات الإغلاق التي فرضت بسبب فايروس كورونا، مما سهّل عملية السطو. وفي حقيقة الأمر كانت العملية من السهولة بحيث أغرت اللصوص بالعودة إلى المكان مرات عديدة وسرقوا 97 سيارة. وقال مدير تأجير السيارات في شركة جوسي توم رودنكلو، التي استُهدفت في العملية، لبي بي سي «كانت أشبه بضربة في البطن، إذ لم نكن نصدّق أن تحدث هذه العملية الوقحة في وقت كان المواطنون يساعدون أحدهم الآخر ويعتنون بجيرانهم». ولم تكن شركة جوسي تعلم بوقوع السرقة إلا بعد أن أعلمتها الشرطة بذلك. كانت السيارات مركونة في ساحة مخصصة لها، ولم تدقق الشركة في أمرها خلال العطلة التي وقعت فيها السرقة في أواخر أبريل الماضي. وكانت شوارع نيوزيلندا شبه خالية من حركة المرور في ذلك الوقت، وكان الجميع يلتزمون دورهم عملا بإجراءات الإغلاق. ولكن الشرطة كانت تسيّر دورياتها كالمعتاد. وقال مفتش الشرطة مات سروي لبي بي سي «أدركنا أن ثمة شيئا مريبا يحدث، فقد أثارت السيارات الشكوك نظرا للطريقة التي كانت تقاد بها، مما دفع بعدد من دورياتنا إلى مطاردتها». «وعندما تيقنّا أننا صادفنا عددا كبيرا من سيارات جوسي في ظروف غريبة افترضنا أنها سيارات مسروقة وقمنا بإخطار الشركة بذلك». وأوضحت الشرطة إن الإغلاق سهّل عليها تعقب السيارات المسروقة ومرتكبي العملية. ونجحت الشرطة في تعقب السيارات المسروقة الواحدة تلو الأخرى وإعادتها إلى شركة جوسي. وتمكنت إلى الآن من استعادة 85 سيارة واعتقال 29 شخصا بشبهة ضلوعهم في الجريمة.