أكشاك للتعقيم في مطار هونغ كونغ.. الحضور قبل 4 ساعات من المغادرة سيكون السفر في مرحلة ما بعد «كوفيد-19» أحد أبرز القطاعات التي ستشهد تغييرات جذرية. ولن يكون وحده في ذلك؛ إذ بات مستقبل التعليم، والصحة، والحياة الاجتماعية ضبابياً جداً، بُعيد انتهاء جائحة فايروس كورونا الجديد. ومتى تنتهي الجائحة؟ لا أحد يعرف على وجه التحديد. غير أن المتخصصين والعامة يجمعون على أن نهايتها رهينة باكتشاف دواء أو لقاح. ومع أن غالبية الخطوط الجوية في دول العالم تربض طائراتها في المطارات، بانتظار الغد المأمول، إلا أن بعض الشركات التي لا تزال تعمل، وإن بمستوى منخفض، بدأت تستعد لما أضحى يعرف ب«عصر ما بعد كوفيد-19». وأتاح ذلك قدراً من المعلومات التي تكفي على ضآلتها لرسم ملامح السفر الجوي في المرحلة القادمة. ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية، نقلاً عن خبير بشؤون النقل الجوي، أن الصعود إلى الطائرة في الفترة القادمة قد يستغرق 4 ساعات. وسيطلب من المسافرين الحضور إلى المطار قبل إقلاع رحلاتهم ب4 ساعات، للخضوع لإجراءات صحية متعددة، ومراعاة لقاعدة التباعد الجسدي. وتوقع الخبير أن تصبح كلفة رحلة الطيران مرتفعة جداً، لأن شركات الطيران ستنقل عدداً محدداً من الركاب، لأنها ملزمة بأن يجلس كل من المسافرين على بعد مترين من الآخر. وأشارت «التايمز» إلى أن الإجراءات الجديدة قد تظل سارية خلال السنوات ال5 القادمة. وقال مدير شركة أفياشن أدفوكاسي لاستشارات النقل الجوي أندرو تشارلتون: حتى لو أمطرت السماء لقاحاً، فإننا ننظر على الأقل لمدة سنتين للعودة إلى مستويات السفر السابقة لتفشي الوباء. وستكون على الأرجح فترة تصل إلى 5 سنوات. وحذر من أنه سيكون هناك عدد أقل من الرحلات، وعدد أقل من المقاعد، وستكون هناك شروط غير مريحة، كالمطالبة بارتداء زي للحماية الشخصية، والحفاظ على التباعد الجسدي. وكانت شركة «إيزي جت» البريطانية أعلنت في أبريل الماضي أنها تعتزم إبقاء المقاعد الوسطى شاغرة على متن طائراتها، حين تستأنف العمل. ويعني ذلك -بحسب محلل شؤون الطيران كريس تاري- أن 80% من المقاعد ستكون شاغرة. وأضاف أن ذلك سيعني أن ترفع شركات الطيران أسعار تذاكر رحلاتها لكي يكون عملها مربحاً. كما أن «الواقع الجديد» سيحتم إلغاء عدد من الوجهات التي يضعف الإقبال عليها. وأعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية أنها تعتزم الاستغناء عن 12 ألفاً من عمالها وموظفيها (يمثلون ربع عدد موظفيها). وأعلنت شركة فيرجن أستراليا إفلاسها الشهر الماضي. ويبحث مالكها ريتشارد برانسون عن مساعدة حكومية ضخمة لمنع انهيار شركته الأم (فيرجن أتلانتك). كما انهارت في مارس شركة النقل المخفض فلاي بي. وفيما بقيت طائرات إيزي جت وريان اير رابضة على الأرض بسبب وباء كوفيد-19، بدأت شركتا «ويزاير» الهنغارية ولوفتهانزا الألمانية استئنافاً محدوداً لرحلاتهما. وشددتا على أن المسافرين مطالبون بارتداء أقنعة الوجه، والجلوس على مسافة مترين بين كل مسافر والآخر، والقبول بعدم وجود خدمة وجبات على متن الرحلة. كما لن تكون هناك صحف ومجلات على الطائرة لضمان وقف تفشي الفايروس. وتقول الخطوط الجوية البريطانية إنها ستضطر إلى تخفيض عدد مسافريها بنسبة 75% على مدى الشهرين التاليين لاستئناف العمل. وفي هونغ كونغ، قررت السلطات هناك انتهاج مقاربة أخرى لاستئناف السفر الجوي. فقد تم تزويد مطار هونغ كونغ بكشك للتطهير، يضمن للمسافر الذي يجب أن يمر عبره، قتل جميع الجراثيم، بما فيها فايروس كورونا الجديد، خلال 40 ثانية. وأصبح مطار هونغ كونغ بذلك أول مطار في العالم يستخدم هذه التكنولوجيا الصحية التي تقتصر حالياً على مرافق الخدمات الصحية، لضمان سلامة الكوادر الصحية. ويتم الكشف على درجة حرارة المسافر قبل الدخول لهذا الكشك. وذكر مسؤولو المطار أن كشك التطهير يستخدم إبر النانو، ومضخات المطهرات، وهو مطلي من الداخل بطبقة من المطهرات القادرة على قتل الجراثيم والفايروسات في جسم المسافر وملابسه. كما استخدم المطار إنساناً آلياً (روبوت) للقيام بمهمات النظافة في أرجاء المطار، وكل من هذه الروبوتات مزود بأشعة فوق البنفسجية، ومعقمٍ للجو.