يُصنّف الناقد المعرفي الدكتور عبدالله الغذامي ضمن جيل الرواد إلا أنه يحمل بين جنبيه روحاً شابة تتفاعل مع معطيات العصر، كما أنه يؤثر منهج العلماء القائم على ضرورة البيان عند الحاجة إليه، وبحكم روحانية الشهر الكريم سامرنا عميد البنيوية العربية بعفوية لتأتي ردوده مشبعة بحس الانتماء للوطن وللثقافة والانتصار للوعي بالعلم وهنا نص المسامرة • في ظل الجائحة، ماذا تفقد في رمضان الحالي؟ •• هناك نظام ذهني سلوكي يرتبط برمضان بدءاً من تبادل الأطباق مع الجيران، الذي استمر بالنسبة لنا لسنوات في المجمع الجامعي في جدة والرياض ثم لتوفيق من الله، حيث سكنت بعد تقاعدي في حي تعمه الألفة بين الجيران وتسوده علاقات وتواصل ومنها أطباق رمضان قبيل الغروب، وهذه لن تتيسر هذا العام من باب الالتزام بالتباعد الذي تستلزمه الحال. • كيف تقضي رمضانك؟ •• من معتاد حياتي أن الكتاب رفيقي وهو صاحبي ورفيق دربي، وبسبب هذه العادة الذهنية والعملية فإن رمضان أيضاً هو شهر للقراءة، ولكن تختلف نوعياً حيث تزداد نسبة قراءة القرآن الكريم مع تفاسير القرآن، ومع التفاسير أجد سياحة عقلية مع طرق السلف في تلقي معاني الآيات وتفعيل دلالاتها وربطها بأسباب النزول مع التدقيق اللغوي والنحوي وهذه تكشف عن نظريات القراءة ما بين لغوية معجمية أو أسلوبية وتذوقية وأخريات شرعية، ونوع يتصل بتفسير القرآن بالقرآن وهي المنهجية الأثيرة عندي. • كيف تكافح الشوق للأهل والأقارب والأصدقاء في ظل التباعد الاجتماعي؟ •• لمن هم في سني تستطيع أن تسأل عن الشوق للأحفاد، وهم نشوة وقرة عين من شاب مثلي، ولكن عودوني على التواصل عن بعد ودربوني على برامج تجعلني أراهم عبر الشاشة ويتفننون معي بعمل أنواع من الإخراج الفني يتنافسون في ما بينهم بابتكار طرق يحاول كل واحد وكل واحدة أن يفاجئونا به، وهذه تجربة تصنع أثرها علينا كلنا وتضفي متعة وطرافة لم تكن لتكون لولا الأضرار الذي تحول لمتعة. • بعد الإجراءات الاحترازية لمنع التجول، هل تأقلمت روحك لأن تصبح «بيتوتية» أم أنك من هواة البقاء في المنزل؟ •• عشت عمري كله بين جدران من الكتب وجدران من الخيال بين مؤلفين ماتوا من قرون وظلوا حضوراً عندي على الورق وفي الذاكرة، ولذا فبيتي هو قلعتي، كما يقول المثل الإنجليزي. • إضافة إلى صوت العطاس.. ماهو أكثر شيء تخشاه هذه الأيام؟ •• الأخبار أصبحت هي الذعر، وكلما سلت نفوسنا جاءت شاشة متلفزة وعكرت المزاج. • هل سمعت ب«ووهان الصينية» قبل أن تصدّر لنا كورونا؟ •• لا لم تكن في ذهني ولكني اكتشفت أنها كانت تمر عليّ كثيراً دون أن تسكن في ذاكرتي، ولكن الفايروس منحها إقامة في أذهاننا، وإن شاء الله تكون إقامة سياحية ما تلبث أن تنتهي بحول الله. • يؤمن الكثير حول العالم بتورط الخفافيش بإصابة البشر ب«كورونا»، إن صح هذا هل ستنهي الجائحة أسطورة «الرجل الوطواط»؟ •• لعلنا نلوم وهو بريء، والإنسان هو الذي ترحل ونقل معه الوباء. • إذا كتب لك القدر لقاء أول رجل أصيب ب«كورونا» بعد وجبة «حساء الخفافيش».. ماذا ستقول له؟ •• أقول له الحمد لله على السلامة، وأذكر له أن بعضنا قبله تعرض لفايروس مماثل جاءه من أحب الحيوانات لنا ولم نكره حبيبنا لأنه أصيب قبلنا بمرض شفينا منه معاً. • قبل أن يبدأ العالم عده التنازلي لاستقبال 2020 وعجائب الأحداث تتوالى، حرائق في أستراليا، وإصابات بكورونا، وما تلاها من وقائع حبست أنفاس العالم، بماذا تصف 2020؟ •• عام كأي عام، فيه يغاث الناس وفيه يعصرون، وكل الأعوام تتشابه بخير أو بغير ذلك، تماماً كما البشر. • لو قررت كتابة قصة عن «2020» ما العنوان الذي ستختاره لها؟ •• عام الابتلاء/ عام الشفاء. • لم يمض من 2020 سوى أقل من نصفها، ماذا تتوقع أن تخفي لنا الكبيسة في جعبتها؟ •• الخير بحول الله، وكل يرزق كما في قلبه من معنى للرزق. • بعد الجائحة، ماهي الأيقونة التي تطرقها إصبعك كثيراً على هاتفك؟ •• ما عندي غير هواية مسح الواتسابات. • درس علمتك إياه الجائحة؟ •• أن أكسر غرور النفس وتمتعها بالرخاء واستسهالها للركون لتمام التمام. • أول مكان ستزوره بعد زوال كورونا؟ •• عندي رحلة محجوزة منذ شهور طمعاً برخص التذكرة في حال الشراء المبكر، والله أعلم هل ستتم أم تلغى. • لو كان طلال مداح موجوداً بيننا، برأيك كم سيصل عدد متابعيه في مواقع التواصل؟ •• سأكون أولهم ولا أظننا سنرى لهم أخيراً. • دواء لا يباع في الصيدليات.. ما هو؟ •• راحة البال. • ما هو الأكثر بشاعة «الكذب - الخيانة - النفاق - السرقة - الغيبة»؟ •• أحيلك لرواية أرض النفاق للسباعي. • شيء تحسد سكان القرى والأرياف عليه؟ •• الهواء النقي. • نغمة موسيقية تحبها؟ •• أحب عود طلال وعبادي.