ولّى شهر شعبان وغابت معه عادته السنوية التي اعتاد أهل الحجاز على ممارستها، بعد أن عُلقت «احترازيا» بسب جائحة فايروس كورونا، ليسترجع «المكاويون» و«الجداويون» ذكرياتهم مع «الشعبنة» على مر الأعوام الماضية. «الشعبنة» موروث اجتماعي يشتهر في مدن الحجاز ويرجع إلى أكثر من 90 عاما، ارتبط اسمه وزمن حدوثه بشهر شعبان وتحديدًا في النصف الثاني منه، ويُقصد به توديع أيام الفِطر واستقبال شهر الصيام والعبادات والتعريف بفضائله، من خلال ترتيب احتفالية في المنزل أو خارجه وإقامة وليمة يجتمع عليها أفراد العائلة والأصحاب، مصحوبة بأنشطة ترفيهية من غناء وفنون شعبية. ورغم تباين الآراء الشرعية والاجتماعية حول «الشعبنة» بين اعتبارها عادة مباحة وبدعة مستحدثة، إلا أن كورونا حظر على العائلات الحجازية ممارستها والتزام منازلهم، ليمر شعبان 1441ه دون إقامة الموروث الشعبي. غيّب فايروس كورونا الكثير من المظاهر الاجتماعية التي اعتاد أفراد المجتمع ممارستها في الوقت الحالي، استجابة للأنظمة والإجراءات التي اتخذتها الجهات الحكومية حفاظا على الأرواح، من احتفالات النجاح والشعبنة والأعياد وتخطيطات الإجازة الصيفية، إلى جانب الأنشطة الروتينية اليومية، ليكون «هادما للّذات».