يُقال: «بين الأجداد والأحفاد علاقة لا يفهمها الآباء»!، وتبريرها: «ما أغلى من الولد غير ولد الولد»، ومن الصعب ترجمة العلاقة بين الطرفين لما تتضمنه من عواطف حب جياشة يترتب عليها فرح وسرور وتسلية، ولكن.. في «زمن كورونا» يصعب ترجمة عواطف الأجداد كما كانت عليه سابقا من باب «سد الذريعة». اضطر الأجداد إلى تكبيل أيديهم عن احتضان أحفادهم، ومنع شفاههم من تقبيل وجناتهم البريئة، مكتفين بالنظرات «عن بعد»، بعد أن قيّد فايروس كورونا عواطفهم خوفا وحبا في آن واحد. «انتم ما تحبوني» و«ليه تكرهوني».. ما أصعب عبارات العتب على «شفة طفل» والمصوبة ك«السهم» على قلب جدّيه عندما يسمعانها منه ب«تكسير الأحرف» و«لدغة اللسان» مع «عبوس الوجه» واختلاط ملامح «البراءة» بعلامات «الحزن»، حينما يمتنعان عن احتضانه أو تقبيله. وصعُب على بعض الأجداد خلال حديثهم لعكاظ وصف الإحساس والشعور الذي ينتابهم أثناء ملامسة أسماعهم تلك العبارات الخارجة من أفواه أحفادهم والمصحوبة بنوبة بكاء مع رفع شكوى تظلم إلى آبائهم بعدم حب أجدادهم لهم، والإثبات على ذلك هو عدم الرغبة في الاحتضان والجلوس بقربهم. وأوضح بعض الأجداد أنه يصعب عليهم تبسيط مبررات عدم الاحتضان لأحفادهم لصغر أعمارهم التي تراوح بين 3 و5 أعوام، وبينت نجوى يوسف أن حفيدها البالغ من العمر 4 أعوام لم يقتنع بأن «كورونا» هو سبب امتناعها عن احتضانه والاقتراب منه لأنه يراها بصحة جيدة، وأن المبرر الوحيد هو انتهاء حبها له، ما اضطرها إلى اللعب معه «لعبة الطبيب» لتشرح له عن فايروس كورونا والإجراءات الوقائية التي يجب اتخاذها للحد من انتشار الفايروس ومن ضمنها عدم الاحتضان والتقبيل وترك مسافة حتى لا تنتقل العدوى له. فيما عبرت أشواق عبدالفتاح عن حزنها بعد أن رفضت أن تحضن حفيدتها البالغة من العمر 3 أعوام التي قدمت إليها ركضا لاحتضانها، قائلة: «يصعب علي ضبط مشاعري تجاه حفيدتي، وصعُب علي أيضا حالها بعد أن رفضتُ حملها وتقبيلها كما اعتادت، ما أثار فضولها وتعجبها من رد فعلي، شاكية ما حدث لوالدتها والحزن يعتري وجهها»، فيما بين محمد إبراهيم أن حفيده استوضح منه حقيقة حبه له وعدم جلوسه بقربه واحتضانه قائلا: «كيف تحبني وما تحضني؟»!، محاولا شرح الدواعي والأسباب التي أجبرته على فعل ذلك بطريقة مبسطة. ما يمر به الأجداد في «زمن كورونا» من ضبط عواطفهم صعب للغاية، ولكن سلامة أرواح أحفادهم هي الأهم بالنسبة إليهم، مؤكدين أنها «سحابة صيف» وستزول قريبا طالما نحن مستمرون في تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية والالتزام بالأنظمة.