اُنتخب السير كير ستارمر زعيما جديدا لحزب العمال البريطاني، فمن هو المحامي السابق الذي سيخلف جيرمي كوربين في زعامة العمال؟. خلال السباق على زعامة حزب العمال، تعهد ستارمر بتوحيد الحزب وأيضا بالإبقاء على ما وصفه ب«راديكالية السنوات الأربع الأخيرة». ولكن لدى إطلاق حملته في يناير الماضي، قال إن «الشقاق الحزبي يجب أن ينتهي» إذا أراد الحزب التعافي من هزيمة انتخابات عام 2019. وقال متحدثا إلى أنصاره: "لن نلغي إرث الحكومة العمالية السابقة، كما لن نلغي إرث السنوات الأربع الماضية. وحظي بدعم أكبر نقابة في بريطانيا (Unison) من بين جهات أخرى، كما حظي بدعم رئيس الوزراء العمالي السابق غوردن براون، وعمدة لندن صادق خان. وكان أول المتنافسين الذين حصلوا على ما يكفي من الترشيحات للانتقال إلى مرحلة الاقتراع في السباق على زعامة الحزب. ولد كير في عام 1962 في ساوثوورك بلندن، وكان والده، رود، صانعا للأدوات، وكانت أمه، جوزفين، ممرضة. وحمل اسم أول نائب برلماني عمالي وهو كير هاردي. وكان واحدا بين 4 إخوة، وكان متفوقا في دراسته. وقبل البرلمان، أصبح السير كير محاميا عام 1986، وقبل أن يترأس دائرة الادعاء الملكية. وبعد تخرجه من أوكسفورد عام 1986 بات كير يُركز أكثر على قوانين حقوق الإنسان، إذ خاض معارك قانونية لإلغاء عقوبة الإعدام في أفريقيا ومنطقة الكاريبي، وعمل مستشارا لحقوق الإنسان ولهيئة الشرطة في إيرلندا الشمالية. كما كان في فريق الدفاع في ما يعرف بقضية ماكليبل، حيث كان مدافعا عن الناشطين ديفيد موريس وهيلين ستيل بشأن الورقة التي كتباها عن سلسلة مطاعم للوجبات السريعة. وفي عام 2008، سُمي كير رئيسا جديدا لدائرة الادعاء الملكية، ومديرا للادعاء العام في إنجلترا وويلز. وتقاعد كير من عمله في الادعاء عام 2013، وحصل على لقب فارس عام 2014 لخدماته في إنفاذ العدالة والقانون. ولكنه يفضل عدم استخدام اللقب. وفي ديسمبر من نفس العام ترشح لمجلس العموم في دائرة هولبورن وسانت بانكراس في لندن خلفا لعضو المجلس المتقاعد فرانك دوبسون. وفاز بمقعده في البرلمان في انتخابات عام 2015 بأغلبية تجاوزت 17 ألف صوت. وقد دعم حينئذ عمدة مانشستر الكبرى ترشح آندي برونهام لزعامة حزب العمال بعد الانتخابات، ولكن جيرمي كوربين فاز في السباق. عين كير وزيرا للداخلية في حكومة الظل، لكن في عام 2016 ترك المنصب لينضم إلى عدد من النواب العماليين البارزين المستقيلين. ولكنه عاد وانضم لحكومة الظل في العام التالي، وهذه المرة كوزير ل«بريكست»، وقد شغلت مداخلاته بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي وقته في البرلمان. أيد كير البقاء في الاتحاد الأوروبي، وركز جهده على حض الحكومة على الشفافية في كل ما يتعلق بقضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقاد حملة للضغط على رئيسة الوزراء السابقة، تريزا ماي، لجعل خطط بريكست علنية قبل بدء التفاوض، وهي المعركة التي انتصر فيها. ووضع قائمة حزب العمال المعروفة ب«الاختبارات الستة» للقبول بأي اتفاق من قبل الحزب. وعلى الرغم من ذلك، قال علنا إن استفتاء آخر يجب أن يظل خيارا، ولو حدث ذلك فسيطلق حملة من أجل البقاء في الاتحاد الأوروبي. ويعتقد البعض أنه القوة الدافعة وراء تغير موقف حزب العمال قبيل انتخابات عام 2019 عندما تعهد باستفتاء آخر. وبعد تلقي الحزب أسوأ هزيمة له منذ ثلاثينات القرن الماضي، أعلن كير أنه يقبل مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.