في الأزمات يختبر الرجال والدول والحكومات والشعوب، فمنها من يسقط ولا ينهض، ومنها من يخرج من أزمته أكثر قوة وإيماناً بالله وبقدرته على تجاوز الأزمات والكوارث وإن علت واشتدت حلقاتها. أزمات كثيرة خرج منها السعوديون أقوى بفضل إيمانهم بالله ثم بقيادتهم وحكومتهم ومراهنتهم على وعي شعبهم. عاشرت في جيلي الغزو العراقي للكويت وتبعات هجمات 11 سبتمبر ثم احتلال العراق وهجمات الإرهاب وانهيار السوق السعودي في 2006 وأحداث وأمواج الربيع العربي، وما تلاه من هزات وصولاً إلى أزمتنا العالمية الحاضرة والجائحة العالمية «كورونا» وفي كل مرة يغلب حسن ظن السعوديين بالله ثم بقيادتهم وحكومتهم وقدرتهم على العمل والإتقان في قلب الأزمات والمصائب والكوارث، كل أزمة مهما ظننا حينها أن لا مخرج ولا مناص. وفي جائحة «كورونا» التي ضربت العالم، وقف رب البيت السعودي والدنا جميعاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ليبث في قلب الأسرة السعودية الكبيرة مشاعر الاطمئنان والفخر أن حكومتنا لن تتوارى أو تتوانى في المحافظة على صحة المواطن والمقيم على أرضها، وأنها ستبذل كل الأسباب بقيادة هذا الرجل الكبير؛ قامة ومقاما، لدرء هذه الجائحة أن تتغلغل في بلادنا.. خطوات متسارعة وكسب ثمين للوقت وإدارة فائقة للأزمات والكوارث وعمل متواصل وقبل هذا وبعده إيمان بالله «فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا» مع بنية أساسية رائعة في التعليم والتطبيب والخدمات والأمن والدفاع، بذلنا لتأسيسها الأموال والدماء لتكون حاضرة عند الحاجة وعند الطلب.. ولن يخيب الله من أحسن عملاً.. نقول لك يا خادم الحرمين الشريفين ولولي عهدك الأمين ولحكومتك الفاعلة ولوزيرك النابه معالي الأستاذ توفيق الربيعة ولجيشك وأمنك في الداخل والخارج إن شعبك وسكان السعودية معكم قلباً وقالباً، وسنواجه بثبات وعزيمة لا تلين أقدار الله بقلب مؤمن وبعمل متقن حتى تنجلي هذه الغمة عن وطننا وعن البشرية جمعاء. ولا أستطيع مثل غيري من المواطنين والمقيمين أن أصف فخري بك أيها الملك العظيم وببلادي وقيادتها وحكومتها وهي تسعى لوقاية أبنائها في الداخل والخارج في عزِّ فتك الفايروس وتململ الحكومات والدول من تكاليف الرعاية وبذل المال للعلاج والسلامة والوقاية. عمل رائع تقدمونه جلالتكم لأبناء شعبكم وللمقيمين على هذه الأرض الطاهرة وللمسلمين جميعاً عندما كنتم استباقيين قبل غيركم وأوقفتم العمرة وحميتم الحرمين الشريفين وزواره من أن يتحول الوضع فيهما إلى كارثة وبائية قد تكلفنا الكثير، كان وقتاً قصيراً وثميناً اشتريتموه بالغالي والنفيس لاتخاذ احتياطات لازمة في عدة اتجاهات، وهذا فعل القادة العظام الذين يتخذون القرارات الصعبة والمبادرات الشجاعة في عز الأزمات وفي أصعب الأوقات.. سيمر كورونا بأمر الله ثم بالتزامنا جميعاً بتوجيهاتكم، ولكن الذي لن يمر أبداً هو موقف ملك عظيم رابط على ثغر فايروس كورونا ليذب عن وطنه وشعبه ومقيميه بالغالي والنفيس غائلة الزمان ومصائب الأوان وهو يدرك أن قيمة الإنسان لا يعادلها قيمة على وجه الأرض.. فعشت وعاشت السعودية حكومة وشعباً مواطنين ومقيمين قوية عابرة للأزمات بقلب مؤمن ثابت وهمة وعزم لا يلين ولا يستكين. * كاتب سعودي dr_maas1010@