تمركزت كل قطاعات الدولة بلا استثناء لمواجهة «كوفيد 19»، والتف الشعب وراء قياداته كالبنيان المرصوص.. اصطفافا وتناغما متكاملين، وانخرطت الوزارات المعنية في تنفيذ خططها للحيلولة دون اتساع دائرة الوباء الكوني. واتضح ذلك جليا على أعلى مستويات هرم الدولة، إذ عقد مجلس الوزراء عبر الشبكة الافتراضية اجتماعا لمناقشة إجراءات الحد من انتشار فايروس كورونا وما اتخذته أجهزة الدولة بمختلف قطاعاتها من قرارات وإجراءات احترازية لتنفيذها، وما بذل من جهود لاحتواء الوباء، وأرسل المجلس رسالة مهمة مفادها قدرة المملكة على التعامل مع الوباء وتداعياته والحد من آثاره على المجتمع والاقتصاد الوطني، بما تبذله من إمكانات بشرية ومالية وصحية. المملكة ومنذ اليوم الأول لظهور الوباء اتخذت قرارات صارمة ومدروسة للتعامل مع الأزمة، واضعة صحة الانسان سواء كان مواطنا أو مقيما في الاعتبار. المملكة أوقفت العمرة احترازا وأغلقت الحرمين الشريفين تحوطا، ومنعت الدخول لمكة المكرمة والمدينة المنورة حفاظا على صحة المعتمرين والزائرين وقاصدي الحرمين الشريفين. وفي الوقت الذي حشدت الدولة جهودها للتعامل مع مرحلة كورونا وما بعدها، دعا وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن دول العالم الإسلامي للتريث قبل القيام بأي خطط للحج حتى تتضح الرؤية بشأن كورونا. والمملكةً كانت ولا تزال مستعدة لخدمة الحجاج والمعتمرين باعتبارها مسؤولية الدولة، ولم تقصر تجاهها إطلاقا، وصرفت المليارات بلا رياء و لا منة لتمكين حجاج بيت الله الحرام من أداء مناسكهم بيسر وسهولة وأمن وأمان، وهي على جاهزية كاملة لخدمة الحجاج في كل الظروف والأحوال، لكن الأولوية هي الحفاظ على سلامتهم، باعتبار أن صحة الحجاج في الأولويات، وهذا ما أوضحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في خطابه عندما أكد أن صحة الإنسان فوق أي اعتبار.. وباعتبار أننا جزء من العالم الذي يواجه هذا الوباء، فإن الظروف الحالية تحتم على دول العالم الإسلامي التريث في عمل عقود الحج حتى تتضح الرؤية الكاملة حيال الفايروس وآثاره الحالية والمستقبلية، وذلك من منطلق مسؤولية المملكة تجاه الصحة العامة للعالم؛ خصوصا أن الجهات المعنية نجحت بامتياز في إخراج 68 ألف معتمر إلى جانب نصف مليون معتمر، لأن المملكة كما استقبلتهم وهي حريصة على إعادتهم إلى بلدانهم وهم في صحة وعافية. وليس هناك رأيان في أن المملكة كانت ولاتزال مهتمة بسلامة جميع المعتمرين والحجاج وأنها جاهزة في كل موسم لخدمة الحجاج، لكن الأمر يتطلب متابعة أوضاع الوباء لمزيد من التحوط والاحتواء.. ورسالتنا لدول العالم الإسلامي: تريثوا.. صحة الحجيج أولا.