اكتظت مراكز البحث العالمية بالتحليلات والدراسات حيال ربط انتشار كورونا بنظرية المؤامرة العالمية بزعمهم أن من الأهداف غير المعلنة للوباء التخطيط لانهيار دول اقتصاديا وسياسيا، وتفكيك الاتحاد الأوروبي وانتقال الصدارة من الولاياتالمتحدة إلى الصين، بحسب محللين غربيين أشبعوا هذه النظرية قراءة وتمحيصا؛ بيد أن المجلة الطبية البريطانية الرائدة «لانسيت» دحضت ذلك في فبراير عبر بيان موقع من 27 خبيرا صحيا من ثماني دول بينهم الباحث البريطاني جيريمي فارار، وخبير الأمراض المعدية جيم هيوز، وأدانوا نظريات المؤامرة رافضين مايتردد بأن الوباء «مصنع» معمليا. وبغض النظر عما ذهب إليه المحللون؛ فإنه من المبكر استخلاص تجارب ودروس هذه الأزمة المفاجئة التي قلبت العالم ، مع تسارع وتيرة مخرجات الوباء وانعكاساته الجيوستراتيجية والاقتصادية ؛ باعتبار أن العالم ما زال في مخاض فعلي من الاضطراب والفوضى، ما يصعب معه إعطاء تصور متكامل عن عالم ما بعد «كورونا» الذي أدى إلى التخندق والتكاتف لدرء الخطر الزاحف، فيما وصفت بأنها «حرب عالمية ضد عدو خفي». وبحسب ما خلص إليه خبراء محايدون فإنه يتوجب مراقبة الصراعات الجيوسياسية التي ظهرت في مرحلة مابعد كوفيد 19 والخلل الذي أحدثه في التوازنات السياسية بين القوى الكبرى والفاعلة من هزات اقتصادية أدت إلى الدخول في مرحلة ركود أعلنه صندوق النقد واحتمالات ظهور قوى جديدة، فضلا عن إعادة تشكيل النظام العالمي . لقد تهيأ العالم لحرب عالمية ثالثة إلا أن ظهور كورونا أحدث صدمة في أوساط مصانع السلاح العالمي؛ باعتبار أن الحروب العسكرية قد يكون ولى زمانها؛ إذ عجزت القوى الكبرى عن إيجاد لقاح لفايروس لا يرى بالعين المجردة. وسرعان ما بدا العالم في حجر إجباري عاجز عن الدفاع عن نفسه رغم امتلاكه الأسلحة الفتاكة. فيما كشفت الأزمة أن الاتحاد الأوروبي إيطاليا لا يمتلك سياسات وقائية وإستراتيجية صحية تتضمن الاستجابة للأزمات العالمية، كما أشارت «فورين بوليسي» في مقال للكاتب ميكا زينكو إلى أن إخفاق ال«سي اي ايه» بشأن اكتشاف كورونا مبكرا كان أسوأ من إخفاقها في هجومي بيرل هاربور وهجمات 11 سبتمبر.