أعلنت شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) اليوم (الأحد) نتائجها المالية لعام 2019 بأكمله، حيث حققت أرباحاً وتوزيعات أرباحٍ قوية رغم انخفاض أسعار النفط والتحديات المحيطة بتحقيق الهوامش في قطاعي التكرير والكيميائيات. وبلغ صافي الدخل 330.7 مليار ريال (88.2 مليار دولار) لعام 2019 بأكمله، مقارنة مع 416.5 مليار ريال (111.1 مليار دولار) في عام 2018. ويُعزى الانخفاض في المقام الأول إلى تراجع أسعار النفط الخام وكميات إنتاجه، إضافة إلى انخفاض الهوامش الربحية لقطاعي التكرير والكيميائيات، وانخفاض القيمة المثبتة لشركة صدارة للكيميائيات بواقع 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار). وبلغت التدفقات النقدية الحرة 293.6 مليار ريال (78.3 مليار دولار)، مقارنة مع 321.9 مليار ريال (85.8 مليار دولار) في العام السابق، وبالرغم من قوة التدفقات النقدية الحرة، إلا أن تراجعها عن العام 2018 يُعزى في المقام الأول إلى انخفاض الدخل، الذي قابلته تغيّرات إيجابية في رأس المال العامل وتراجع حجم الإنفاق الرأسمالي. وأظهر المركز المالي للشركة نسبة مديونية بلغت -0.2% في نهاية عام 2019، ما يبرهن على قوة الإطار المالي للشركة والحصافة المتّبعة في إدارته. وبلغ إجمالي توزيعات الأرباح 274.4 مليار ريال (73.2 مليار دولار) في عام 2019. وكما ورد في نشرة الإصدار، أعلنت الشركة توزيع أرباح عادية بقيمة 14.8 مليار ريال (3.9 مليار دولار)، وذلك للفترة من 5 ديسمبر 2019 حتى 31 ديسمبر 2019، وهي الفترة الممتدة من تاريخ تخصيص أسهم الطرح العام الأولي للمستثمرين وحتى نهاية عام 2019. وتمثّل هذه الأرباح جزءاً من إجمالي توزيعات الأرباح العادية للربع الأخير من عام 2019 البالغة قيمتها 50.2 مليار ريال (13.4 مليار دولار)، ومن المقرر دفع توزيعات الأرباح التي بقيمة 14.8 مليار ريال (3.9 مليار دولار) في 31 مارس 2020 للمساهمين المسجّلين في 18 مارس 2020. وتعتزم الشركة إعلان إجمالي توزيعات أرباح نقدية عادية للسنة التقويمية 2020، بقيمة 75.0 مليار دولار على الأقل، تدفع بشكلٍ ربع سنوي، وذلك رهناً بموافقة مجلس الإدارة، ومن المتوقع الإعلان عن توزيعات الأرباح للربع الأول من عام 2020 مع النتائج المالية للربع الأول من عام 2020، التي يتوقع نشرها في شهر مايو 2020. وبلغ حجم الإنفاق الرأسمالي في العام الماضي 122.9 مليار ريال (32.8 مليار دولار)، مقارنة مع 131.8 مليار ريال (35.1 مليار دولار) في عام 2018. وتتوقع الشركة أن يراوح حجم الإنفاق الرأسمالي لعام 2020 بين 25 مليار دولار و30 مليار دولار، في ظل ظروف السوق الحالية والتقلبات الأخيرة في أسعار السلع، فيما تجري حالياً مراجعة الإنفاق الرأسمالي لعام 2021 وما بعده، ويوفر انخفاض تكاليف الإنتاج وكذلك انخفاض الإنفاق الرأسمالي المستدام قدراً كبيراً من المرونة لدى الشركة، ويبرهن على تميّزها عن نظيراتها. وفي عام 2019، حافظت الشركة على مكانتها كواحدة من أكبر منتجي النفط الخام والمكثفات في العالم بمتوسط إجمالي إنتاج يبلغ 13.2 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم من المواد الهيدروكربونية. وفي العام نفسه، بلغ إجمالي احتياطيات أرامكو السعودية من المواد الهيدروكربونية بموجب اتفاقية الامتياز 258.6 مليار برميل مكافئ نفطي، مقارنة مع 256.9 مليار برميل مكافئ نفطي في عام 2018. وفي أعقاب الهجمات التي طالت اثنين من مرافق الشركة في شهر سبتمبر 2019، تمكّنت أرامكو السعودية، من استعادة مستويات الإنتاج خلال 11 يوماً، وقد ساعد في تحقيق ذلك الإجراءات الصارمة الخاصة بالاستجابة للطوارئ ومستوى الجاهزية والتدريبات التي ترعاها الشركة والاحترافية المشهودة لموظفيها. ونتيجة لذلك، تمكنت الشركة من تعزيز سمعة الموثوقية العالية التي تحظى بها منذ عقود. وفي فبراير 2020، حصلت الشركة على موافقات الجهات التنظيمية لتطوير حقل غاز الجافورة غير التقليدي في المنطقة الشرقية؛ الذي يُعد أكبر حقل للغاز غير التقليدي في المملكة حتى اليوم بموارد تقدر بنحو 200 تريليون قدم مكعبة، وسيتم تطويره على عدة مراحل. ومن المتوقع أن يبدأ إنتاج الحقل في مرحلته الأولى مطلع عام 2024. وفي قطاع التكرير والكيميائيات، واصلت الشركة تعزيز محفظة أعمالها، وتحسين أدائها التشغيلي، وتحقيق القيمة من أعمال التكامل الإستراتيجي في جميع مراحل سلسلة القيمة للمواد الهيدروكربونية. وكانت أرامكو السعودية قد أبرمت اتفاقية شراء أسهم في العام الماضي للاستحواذ على حصة صندوق الاستثمارات العامة البالغة 70% في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، التي تُعد إحدى أكبر شركات الكيميائيات في العالم، مقابل 69.1 مليار دولار، حيث ستُسهم صفقة الاستحواذ على سابك في تسريع وتيرة تنفيذ إستراتيجية أرامكو السعودية في قطاع التكرير والكيميائيات والمساعدة في اقتناص الفرص التي يتيحها نمو الطلب المتوقع على المنتجات البتروكيميائية على المدى البعيد، وبمجرد إتمام الصفقة في النصف الأول من عام 2020 كما هو مُتوقع، ستصبح أرامكو السعودية واحدة من أكبر الشركات المنتجة للبتروكيميائيات من حيث الطاقة الإنتاجية. وفي ديسمبر 2019، نفذت أرامكو السعودية أكبر عملية طرحٍ عامٍ أوليّ شهدها العالم، وجاء ذلك في أعقاب إصدارها لأول سندات دولية بقيمة 12 مليار دولار في شهر أبريل 2019. واستمرت أرامكو السعودية في المحافظة على مكانتها الرائدة في مجال السلامة بين نظيراتها في قطاع النفط والغاز، وتحديداً فيما يتعلق بأداء السلامة المهنية وسلامة العمليات، ويُعزى نجاح الشركة في تحقيق هذا الإنجاز إلى التأكيد المستمر على الانضباط التشغيلي، والجهود القيادية الواضحة والدؤوبة لتعزيز السلامة، والاستفادة من التقنيات المبتكرة في ذلك المجال. ونجحت أرامكو السعودية في رفع مستويات أدائها البيئي لأعمالها في قطاع التنقيب والإنتاج، حيث خفّضت الكثافة الكربونية إلى ما يقدر بنحو 10.1 كيلوغرام من غاز ثاني أكسيد الكربون لكل برميل مكافئ نفطي في عام 2019 مقارنة مع 10.2 كيلوغرام في العام الذي سبقه، وهذا يُعد من بين المستويات الريادية في صناعة النفط والغاز العالمية، إضافة إلى ذلك، تعكف الشركة على زراعة مليون شجرة في جميع أنحاء المملكة، وكانت قد أطلقت مشروع أشجار المانغروف الذي تمخض عنه خلال السنوات الماضية زراعة أكثر من مليوني شتلة. وتعليقاً على النتائج المالية، قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر: «لقد كان عام 2019 استثنائياً بالنسبة لأرامكو السعودية، فمن خلال سلسلة من الأحداث والإنجازات الكبرى تعرّف العالم بصورة غير مسبوقة على مدى القوة والمرونة التي تتمتع بها أرامكو السعودية، كما تعرّف على مكانتها التي لا تُضاهى بين كبريات شركات العالم». واستطرد الناصر: «ساهم حجم الاحتياطيات والقدرات الإنتاجية الفريدة وانخفاض التكاليف فضلاً عما تتميز به الشركة من مرونة وقدرة على التكيف في تحقيق النمو وجني عائدات فريدة عالمياً، مع المحافظة في الوقت نفسه على مكانتها كشركة طاقة تتمتع بأعلى درجات الموثوقية على مستوى العالم، ومن شأن مَواطن القوة آنفة الذكر، إضافة إلى المركز المالي القوي والنهج المنضبط والمرن لتخصيص رأس المال، تمكين الشركة من تحقيق هدفها الممثّل في تنمية التدفقات النقدية الحرة لدعم توزيعات الأرباح لمساهميها على اختلاف دورات أسعار النفط المتعاقبة». وأضاف: «لاشك في أن تفشّي فايروس كوفيد-19 في الآونة الأخيرة وانتشاره السريع يعكس أهمية القدرة على التكيّف مع مختلف الأوضاع في عالم دائم التغيّر. ويُعدُّ هذا المفهوم ركيزة أساس لإستراتيجية أرامكو السعودية، وستعمل الشركة على المحافظة على قوة أعمالها وجوانبها المالية، وفي الواقع، اتخذت الشركة حزمة من الإجراءات الاحترازية اللازمة، كما اتخذت تدابير بهدف ترشيد الإنفاق الرأسمالي المخطط له في عام 2020». وتابع الناصر: «ستواصل الشركة تركيزها على التحدي المزدوج المتعلق بتلبية الطلب العالمي المتنامي على الطاقة مع الاستجابة لرغبة المجتمعات المتزايدة في الحصول على طاقة نظيفة بانبعاثات كربونية أقل»، مؤكداً أن وضع الشركة يمكّنها من النجاح، فالنفط الخام الذي تنتجه يتميز بأنه من بين الأفضل على الصعيد العالمي من حيث انخفاض الكثافة الكربونية.