من الحاجات الأساسية للإنسان في هذا الكون الذي أبدع في صنعه الخالق -جل وعلا- هو أن يكون سليما معافىً في نفسه وبدنه، ويكون له الحق في الرعاية الطبية الملائمة ويتوفر له الدواء اللازم لتسكين آلامه وإنهاء مرضه، ولأن الإنسان هو الاهتمام الأول لجمعية البر بجدة أطلق القائمون عليها من الخيّرين المجمع الطبي العام، والذي خدم منذ تدشينه مليوناً وواحداً وتسعين ألف حالة من الأسر الفقيرة والدخل المحدود والأيتام، يتلقون فيه الخدمات الصحية الشاملة التي تغنيهم عن تكلفة العلاج الباهظة أو الانتظار الذي يؤدي أحياناً إلى تردي الحالة الصحية أو الوفاة في بعض الحالات. فمؤسسو هذه الجمعية المباركة عرفوا حقيقة قوله تعالى: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [الحج:77]، وقول النبي عليه الصلاة والسلام: (إن الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه)، وهذا في الحاجات، فما بالك إن كانت في إنقاذ الأرواح وحفظ ماء الوجه من سؤال الناس. ولمن لا يعلم فالكشف والعلاج بالمجمع الطبي العام يقدمان للمرضى المكفولين من الأيتام والأرامل مجاناً، أما عموم الفقراء وذوي الدخل المحدود فبتعرفة رمزية باستثناء الأدوية التي تقدم مجاناً أيضاً، كما أنهم يحظون بخدمات 12 عيادة تحوي كل التخصصات والخدمات الطبية ومزودة بالأجهزة الحديثة اللازمة وتحت إشراف فنيين متميزين. وإن تحدثنا عن الكادر الطبي في هذا الصرح الخيري الرائد فجميع الأطباء الموجودين بالمجمع من الكفاءات ولديهم رصيد عالٍ من الخبرة، إضافة إلى أن المجمع يحوي مختبرات مجهزة تجهيزاً كاملاً بالمعدات الطبية الحديثة، لمسنا عبر الاستبانات نسبة رضا المستفيدين التي تثلج الصدر، وتحملنا المسؤولية الكبرى ليس بالمحافظة على هذا المستوى الجيد والسمعة الطيبة بل للارتقاء بالخدمات وتطويرها عاماً بعد آخر، ولن تخذل الجمعية أهالي جدة بعد أن وضعوا ثقتهم فيها، وأولئك الداعمون الذين شاركونا الهم وعمل الخير واجب علينا كسب ثقتهم، وإيفاؤهم بالحصاد الطيب الذي شاركونا زراعته، والله لا يضيع عمل من أخلص وأتقن. [email protected]