اطلعت مؤخراً على التقرير السنوي الذي أصدرته جمعية البر بجدة الذي تضمّن كلمة لمعالي رئيس مجلس إدارتها الدكتور سهيل بن حسن قاضي، أكد فيها الحاجة الماسة لتطوير العمل الخيري لمواكبة التطورات العمرانية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها بلادنا في ظل التوجه نحو التنمية المستدامة. لفت نظري ذلكم المشهد الإنساني الرائع الذي تمَّ ترجمته في ما أنفقته الجمعية من ملايين الريالات على دور الضيافة (رعاية الأيتام)، بدءاً بدار الزهراء ثم دار الشربتلي وانتهاء بشقق رجال المستقبل التي يستمر استئجارها من الجمعية حتى مرحلة الزواج أو بلوغ سن الثلاثين.. كما لفت نظري برامج الجمعية المؤنسنة في كفالة الأيتام الذين وصل عددهم 1343 يتيماً، و(كفالة الأسر) التي يستفيد من مساعداتها العينية 5936 أسرة، مع كفالة تامة ل473 أسرة. لقد توّج القائمون على الجمعية جهودهم بالعناية بالجانب الصحي للمحتاجين عبر وحدة الرعاية الصحية التي تضم مركزين للغسيل الكلوي ومجمع البر الطبي الذي يقدم كافة الخدمات الطبية للمرضى المكفولين من الأيتام والأرامل والفقراء وذوي الدخل المحدود. إن مما حرَّضني على الكتابة هو ذلكم التركيز المُلفت من قِبل الجمعية على الجوانب الاجتماعية من خلال حض فاعلي الخير على التبرع بديار استثمارية (ديار البر الخيرية - الأوقاف) ووقف ريعها للمستفيدين، وكان مستودع البر الخيري أيقونة في استقبال التبرعات وإعادة توزيعها، الى جانب مشاريع إفطار صائم وزكاة الفطر وكسوة العيد، والأضاحي وتفريج كربة. إن الجهد المبذول من إدارة الجمعية ممثلة برئيس مجلس إدارتها الدكتور سهيل بن حسن قاضي، ومديرها العام المهندس محيي الدين حكمي والعاملين معه يعكس توجهها الإيجابي نحو التنمية المستدامة من خلال الحرص على تحويل المحتاج الى عضو فاعل منتج يساهم في بناء مجتمعه بإيجابية من خلال سد حاجاته أولاً ثم تكريس مفهوم الإنتاجية في العقل الجمعي لتلك الفئة العزيزة على قلوبنا بما يتسق مع رؤية المملكة التي ركزت على الإنسان أولاً.