شنت اليونان وألمانيا هجوما حادا على رئيس النظام التركي رجب أردوغان، فبينما نعتته برلين بأنه «مستغل» بتلويحه مرارا باستثمار ورقة اللاجئين من أجل الحصول على الدعم من الاتحاد الأوروبي. دحضت أثينا مزاعمه حول إطلاقها النار على اللاجئين. ودعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، مساء أمس الأول (الإثنين)، أردوغان إلى عدم استغلال اللاجئين لإبداء استيائه. وفي حين لفتت إلى أنها تتفهم توقع الرئيس التركي الحصول على قدر أكبر من العون من أوروبا للتعامل مع أزمة اللاجئين، إلا أنها شددت على أن تعامل أردوغان مع الملف غير مقبول. وقالت «أتفهم أن تركيا تواجه تحدياً كبيراً جداً في ما يتعلق بإدلب، إلا أنه من غير المقبول بالنسبة لي ألا يعبر - أردوغان وحكومته - عن هذا الاستياء من خلال الحوار مع الاتحاد الأوروبي، وإنما باستغلال اللاجئين. في رأيي هذا ليس السبيل للمضي قدما». وفي ضوء التوتر الذي خلفه موقف تركيا ومسألة فتح حدودها مع دول الاتحاد الأوروبي، يتوقع أن يعقد وزراء داخلية دول الاتحاد اجتماعا استثنائيا اليوم (الأربعاء)، لبحث الوضع على حدود الاتحاد مع تركيا. وقال مسؤولان خلال تناولهما لنتائج اجتماع عقده دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي (الإثنين)، إن الاجتماع المرتقب يهدف إلى تقديم الدعم لليونان وبلغاريا في مهمتهما لحراسة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. من جهته، أكد المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس، أن قوات حرس الحدود اليونانية لم تطلق أي أعيرة نارية على أي شخص كان يحاول دخول البلاد بطريقة غير شرعية. وقال على تويتر: «على النقيض فإنها معلومات خاطئة بشكل جسيم ومتعمد: أخبار كاذبة». واتّخذت اليونان تدابير جذرية لمنع دخول أراضيها بعدما تدفّق آلاف الأشخاص نحو حدودها. وكان أردوغان قال إن الجنود اليونانيين قتلوا اثنين من المهاجرين، وأصابوا ثالثا بجروح خطيرة. وجاءت تصريحات أردوغان في وقت يثير تدفّق آلاف المهاجرين إلى الحدود اليونانية قلقا متزايدا لدى الاتحاد الأوروبي، بعدما أعلنت أنقرة أنها «فتحت الأبواب» نحو أوروبا. ووقعت أنقرة في 2016 اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي ينص على منع اللاجئين الموجودين على أراضيها من التوجه إلى أوروبا مقابل الحصول على مساعدات قدرها 6 مليارات يورو، لكن أردوغان استغل ورقة «اللاجئين» مهددا، الدول الأوروبية في مرات عدة.