كانت الصين -ولا تزال- إحدى أكثر الدول تصديرا للبضائع التجارية بشتى المجالات، ويكاد لا يخلو محل بالعالم من بضاعة صينية سواء لبيعها أو استخدامها في المحل، فالخير الكثير ما يأتي من الصين لباقي دول العالم، وحتى عندما أتى فايروس كورونا الجديد منها مثيرا الرعب والهلع في جميع أنحاء العالم، معطلا للسياحة في بعض الدول وقاتلا للروح في بعض المدن التي انتشر بها هذا الفايروس، لدرجة أعلنت فيها منظمة الصحة العالمية درجة تقييم عال جدا للمخاطر، وهو ما أدى إلى إجراءات وقائية عالية الجودة وصارمة في سبيل الحد من انتشاره. هذه هي الصورة من حيث يراها الأغلبية، مرض وهلع وخوف وأزمة واحتياطات، لكن هناك من يراها من زاوية أخرى وهي الخير عليه، واستغلال هذه الأزمة من قبل الكثير من التجار، وكل من قام بتسويق بضائع مثل الأقنعة المزخرفة بادعاء أنها تحمي من كورونا، وأيضا بعض البخاخات والمعقمات التي يدعون أنها تقضي على الفايروس، إضافة إلى الكثير من باعة الوهم مهما اختلفت بضائعهم، وأيضا بعض من روجوا لبضاعتهم كالثوم والخلطات الشعبية، حتى بول الناقة (أعزكم الله) لم يسلم من البيع!! وهناك مستغلون آخرون أيضا لا يقلون خطرا واستغلالا من السابقين، وهم من تصدروا المشهد للحديث عن فايروس كورونا في وسائل التواصل الاجتماعي مرتدين قبعة المختصين وما هم كذلك! وأيضا من ظهروا في القنوات التلفزيونية متحدثين عن الفايروس وهم ليسوا أهل اختصاص، ولا أطباء ولا متخصصين بالفايروسات لا من قريب ولا من بعيد، فمن المعقول أن نرى طبيبا متخصصا بالفايروسات أو طبيب الأسرة أو حتى طبيب عام يتحدث عن كورونا، ولكن ليس كل من كتب هذا الحرف «د» قبل اسمه يعطيه الحق بالإفتاء في كل شيء، فقد يكون حاصلا على الدكتوراه في أي تخصص مثل الكيمياء أو الرياضيات أو أي تخصص آخر! ولا نعلم هل نضع اللوم على القنوات المستضيفة أم على الضيف الذي يقبل التعليق على كل شيء وإن لم يكن تخصصه؟ أم المشاهد الغلبان الذي لا يفرق بين دال الطبيب ودال الدكتوراه في أي تخصص آخر؟! هو خطأ المستضيف غير المهتم بجودة المعلومات التي يبثها، وأيضا خطأ المستضاف الذي قتله حب الشهرة فلم يرفض أن يتحدث في كل شيء. الكثير استغل كورونا فأصبح خيرا عليه، حتى العبد الفقير استغله وكتب لكم هذا المقال.